للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البغدادي في النيل من النوادر: أنبأنا الزبير حدثنا أخي هارون بسنده عن وهب بن مسلم عن أبيه قال دخلت مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - مع نوفل بن مساحق فمررنا بسعيد بن المسيب فسلمنا عليه فرد ثم قال يا أبا سعيد من أشعر، أصاحبنا أم صاحبكم؟ يريد عمر بن أبي ربيعة وقيس الرقيات. فقال له ابن مساحق حين يقولان ماذا؟ قال حين يقول صاحبنا:

خليلي ما بال المطايا كأننا. . . نراها على الأدبار بالقوم تنكص

الأبيات. ويقول صاحبكم ماذا؟ (١) فقال له وهب: صاحبكم أشعر بالغزل وصاحبنا أكثر أفانين شعر، فلما انقضى ما بينهما استغفر سعيد مائة مرة يعد بالخمس.

قال المملوك: رضي الله عن سعيد بن المسيب لم يزد على أن فاوض صاحبه في مباح لم يجر في كلامه فحش ولا غيبة مسلم ثم استغفر الله مائة مرة. هكذا هكذا وإلا فلا لا. (٢)

أين هذا من الذي قيد فيه؟ وكم فيهم من فقيه سوء خبيث كثير الأذى والمضرة، يعيب ويغتاب من غاب عنه ألفاً ولا يستغفر الله مرة.


(١) الذي بالتتمة المطبوعة من الذيل والنوادر: ويقول صاحبكم ما شاء.
(٢) هذا عجز مطلع قصيدة للمتنبي في سيف الدولة وصدره: ذي المعالي فليعلون من تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>