تأتي بافعل تعلم مخاطبك بالموافقة ثم تقول ماذا أي ماذا تريد. قلت وإذا أردت أن تخرج البيت على هذا الوجه كأن العاذل قال له إذا عشقت يكون كذا ويكون كذا فعدد له ما يطرأ عليه من المحن في الهوى فيقول موافقاً له: وإذا عشقت يكون أي يكون ما قلت ثم يقول ماذا؟ أي ماذا يكون علي؟ الوجه الثاني أن تقول افعل وتسكت على وجه التذكر ثم نقول ماذا؟ الوجه الثالث أن تقول افعل؟ على جهة الإنكار وتمثل بقول أم حبيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لنتحدث إنك تريد أن تنكيح درة بنت أبي سلمة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنت أم سلمة؟ الوجه الرابع أن تقول افعل وتحذف المفعول تعظيماً للأمر وتهويلاً. الوجه الخامس أن تقول أفعل وتحذف المفعول لأن الذي بعد ذا يبينه. الوجه السادس أن يكون انتقالاً من كلام إلى كلام. ثم قال:
وإذا جاء افعل ماذا ويفعل ماذا؛ فقد يكون على وجه آخر غير الوجوه المذكورة وهو أن يكون المفعول محذوفاً كما تقول لإنسان يقول لك أفعل معي ما فعل فلان فتقول فعل! أي أدري أنه فعل شيئاً ولكني لا أعينه ثم تسأله عن تعيينه لتنظر في ذلك. ثم قال: وقد يكون على أن تذكر فعل لتحقق ما يقال. ومثال من ذلك أن يقول قائل زيد ضرب فتقول ضرب! على معنى أقلت ضرب؟ ثم قال: فإذا تتبع كلام العرب ومقاصدها في كلامها فيوجد أكثر مما ذكر. قال المملوك: انظر كيف قال أولاً أنه يكون على ستة أوجه ثم انه زاد وجهين بعد الحصر في ستة أوجه ثم قال