وإذا تتبع كلام العرب ومقاصدها في كلامها فيوجد أكثر مما ذكر، فقد صار المنحصر لا ينحصر. ثم قال بعد ذلك: ويمكن أن تجعل ما بمنزلة الذي وذا خبر لمبتدأ محذوف ويكون بمنزلة قوله تعالى «تماماً على الذي أحسن» على قراءة من قرأ أحسن بالرفع، وذا إشارة والتقدير افعل الذي هو هذا. ثم قال: ويمكن أن تجعل ذا بمنزلة الذي وتكون الصلة محذوفة على حسب قوله:
وكفيت جانبها اللتيا والتي (١)
قلت: انظر كيف زاد بعد قوله أن الوجوه لا تنحصر وجهين آخرين وهذا كله من قلة التحصيل. ثم أنه كر على بيت الجارية فقال: وإذا نظرت إلى الوجوه التي ذكرت بدا لك في بيت الجارية غير ذلك فأخرج بيت الجارية عن الجواز على تلك الوجوه وضعف الوجه الذي ذكره ابن طاهر وقال انه ضعيف ومعنى سخيف لأنه خال عن رشاقة، عار عن لباقة في كلام له مفقر بارد تركته ثم قال: وأما البيت الذي وقع فيه الكلام، وزلت بسببه الأقدام، فلا يشبه بيت الجارية لأنه قال: وإذا عشقت يكون ماذا؟ فإذا وقف على يكون وهو قد جعله جواباً إذا لأنها لا تخلو من الشرط فقد جعل جملة الجواب لا تفيد إلا ما أفادت جملة الشرط.
(١) أي الخطة الفظيعة التي تقصر عنها العبارة وتحذف الصلة في هذا التعبير حتى في النثر فيقال بعد اللتيا والتي لقصد الإبهام والتهويل.