من فهم الشعر ومن قوله، على أنه قد تكتب (١) وتكلف الشعر بالعروض على ما تقف عليه إن شاء الله. فإن قيل لي هذا مذهبك في البيت قلت نعم! ويمكن تخريجه على أكثر الوجوه التي فسرها هذا الرجل، بعد تحصيل الفهم لما قبل البيت كما ذكرت لك ولا يبعد عندي التقديم والتأخير من غير عمل كما أبين للمبتدي إن شاء الله وذلك أنك تقول ماذا أفعله؟ ثم تحذف الضمير فتقول ماذا أفعل؟ ثم تقلب فتقول أفعل ماذا؟ ويتبين لك في أن تقول أي شيء أفعله؟ ثم تقول أي شيء أفعل؟ برفع أي ثم تقول أفعل أي شيء بالرفع. فكذلك التقدير في يكون ماذا! والتقديم والتأخير في الكلام كثير ومن ذلك قوله تعالى:«إني لكم لمن الناصحين» على أحد القولين. وقد قالوا: أصبحت كيف؟ علقه أبو علي الفارسي.
وهذا الكلام مقتضب وإنما هو تذكير للعالم وتنبيه للنائم والله الموفق.
وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم أعني حديث أم حبيبة فالتقديم والتأخير عندي فيه هو الصواب لأن غير ذلك يبدل معناه ويخرجه عن ظاهره ويطمس حسنه ونور فصاحته. وأما سائر ما تقدم فمهما يستوي فيه النظر.
قال المملوك: ونظير البيت المذكور قول عمر رضي الله عنه للأعرابي الذي أنشده: