للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلى الله وسلم على محمد نبيه الذي ارتضاه لنفسه حبيباً وخليلاً، وأرسله لجميع خلقه نبياً ورسولاً، ثم قالت: أين هذه التي تعيب ما لا يعاب، وتدخل نفسها في الأمور الصعاب، لا تحجب عين الشمس بالغربال، والثعلب لا يقابل بالأشبال، يا هذه خطابك إلي من غير الواجب، ألم تسمعي أن العين ولو علت فوقها الحاجب، فإلى كم يا زريعة يأجوج ومأجوج، يكون فرسك معي للشر مسروج، ثم صالت وما اعتدت فأنشدت:

نحن قوم لنا بهاء البنود. . . ولدينا تفاخر بالقدود

كل زين أزينه بكمالي. . . وجمالي وغنج لحظي وجيدي

وإذا ما القصار قلدن حلياً. . . صار كالدر في نحور القرود

فلما أتمت كلامها، وأنهت نظامها، إذا بالقصيرة قد أقبلت تجر أذيالها وتواتر أقوالها، فولولت وصاحت، وأعلنت بما في ضميرها وباحت، ثم قعدت على أعلى مكان، وتكلمت بأفصح لسان، فقالت تخاطب الطويلة: يا شقيقة الزرافة، إلى كم تطيلين هذه الخرافة، يا ناقة العشير (١)، وقصبة النشير (٢)، ويا كاملة الصاد (٣)، وقليلة القصاد، نحن


(١) العشير الزوج والمقصود تشبيهها بالناقة في الطول.
(٢) لعله يريد القصبة التي يرفع بها حبل الغسيل حين ينشر وبالنشير يعرف في لسان العامة.
(٣) الصاد داء يصيب الإبل فتسيل أنوفها فتسمو برؤوسها.

<<  <  ج: ص:  >  >>