للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كدر الحباب، وفتنت بروض خدها ذوي الألباب ثم قالت:

الحمد الله باسط الرزق وسابغ النعم المنفرد في ديموميته بالقدم، والصلاة على خيرته من خلقه سيد العرب والعجم، صلاة تنجي العبد يوم المزدحم، ثم اعتمدت بكفها على عطفها، ومالت كالبحر الزاخر، فقدمت المقادم وأخرت المواخر وقالت: أين هذه المسفولة الصوت، الواقفة بين ميدان الحياة وميدان الموت المنفوضة اللحم، التي حرم عليها كما حرم على بني إسرائيل الشحم، المنغصة العيش، الكثيرة الطيش، الضعيفة المخاخ، الشديدة الفخاخ، النحيلة من غير علة، الهزيلة من غير قلة، كفي يا مسقومة عني هذه الغرارة، وأعلمي أن على جسمي من الزينة نضارة، أقتنص بها القلوب من غير حيلة ولا إدارة، ونهدي وأعكاني، يغنياني عن الشورة (١) في أركاني، ثم أنشدت:

الحمد لله في سر وفي علن. . . حمداً يخلصني من ظلمة المحن

قد نلت ما أشتهي في الدهر من أرب. . . في العقل والقلب مني ثم في البدن

أن البهاء يزين الخلق منظره. . . كما تزان حلى الأشجار بالدمن

أرحت قلبي من هم ومن سهر. . . وساعد السعد بالأفراح في زمني

يا من تعود بالتوبيخ كف فما. . . يشبه العجف في الأنعام بالسمن


(١) الشورة زينة العروس وثيابها وحليها وما تصحبه معها من متاع لبيت الزوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>