فأقبل (الورد) في جنوده، ناشراً لراياته وبنوده، محمر الوجنات، منكراً على البنفسج ما جاء به من الترهات.
ولقد رأيت الورد يلطم خده. . . ويقول وهو على البنفسج يحنق
لا تقربوه وإن تضوع نشره. . . من بينكم فهو العدو الأزرق
كيف يفخر النرجس من بين الرياحين، على نخبة الملوك والسلاطين.
إن كنت تنكير ما ذكرنا بعدما. . . وضحت عليك دلائل وشواهد
فانظر إلى المصفر لوناً منهما. . . وأفهم فما يصفر إلا الحاسد
ألم تسمع ما قيل، مما سيلقي عليك القول الثقيل.
من فضل النرجس فهو الذي. . . يرضى بحكم الورد إذ يرأس
أما ترى الورد غداً قاعداً. . . وقام في خدمته النرجس
أنا مشرف الربيع، وظهر ما له من البديع، أنعش الأرواح، فأنا عروس الأفراح، نوافح ذكية وروايح شذية، أبديت ألواناً لأهل الأدب، يقضون لها بالعجب، فمني الأبيض والأسود الحالك، ومني وراء ذلك، أصفر فاقع، وما نصفه قاني ونصفه ناصع،