للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنه لم يلق أمراً طائلاً. . . فأراد بالتأخير ستر أموره

ما ضره لو جاءني بجوابه. . . فعلمت ما قد كان عند حضوره

إن كان خيراً نلت منه بشارة. . . أو غيره فكرت في تدبيره

قال: وبعد ذلك حضرت، وقد انفطرت كبدي بما انتظرت، فلاح من وجهها عدم القبول وخيبة المأمول، وقالت: والله لقد تحيلت وتوسلت، فما ظفرت ولا توصلت، لم يوافق أبوها على زواجها، ولا سمحت نفسه بإخراجها، ولكن والدتها رثت لحالك ووافقت على ذلك، فقلت لها لقد يئست من حياتي، ودنت وفاتي، فساعديني قبل فراق الدنيا بنظرة واحدة، ولك ولأمها، التكرمة الزائدة، فليس لي غرض غير قليلة في جسمها، وأخرى في معصمها:

وبعد ذلك طاب الموت فاغتنمي. . . اجري ولا تهملي أمري أمت كمدا

وساعديني على حال بليت بها. . . وعجلي فلعلي لا أعيش غدا

ثم تصعدت زفراتي، وتجددت حسراتي، وتزايد شهيقي، وغصصت بدمعي لا بريقي، فقالت: أترضى بذلك النزر القليل، قلت: نعم والله على ما نقول وكيل، فاستصحبت من الذهب ما أرضاها، وركبت سفينة النصح، وقالت بسم الله مجراها ومرساها، وذهبت وقد دهت عيناها، فغابت عني قليلاً، ثم عادت فرأيت

<<  <  ج: ص:  >  >>