للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو ثلاثة، ولم يزل يصرخ ويستغيث، ويقول ألا نجد ألا مغيث، والعجوز راجفة، والبنت واجفة، والأم خائفة، والطوائف واقفة، «أزفت الآزفة، ليس لها من دون الله كاشفة» وما زال يصيح يا سيداه، يا مولاه، خرج الناس من الصلاة، فاتك الثواب، عدمت الصواب، حصلت وراء الحجاب، ضرب بيني وبينك بسور له باب، فخرج الناس من الجمعة، وعلى الباب طوائف مجتمعة، واتصل بالخطيب الخبر، فبادر إلى داره وحضر، فرأى الناس مجتمعين، والى الحجام مستمعين، فلما وقع نظره عليه، أدناه إليه، وقال له ما الحديث، وإلى كم تصرخ وتستغيث، فقال إن سيدي قد دخل إلى هذه الدار، ومعه كيس فيه ألف دينار، ثم لما أدخلوه، طمعوا فيه فقتلوه، وهو في هذه الدار، فأدخل وعرفني الأخبار.

قال الراوي: هذا ونحن نسمع الكلام، ونتوقع الحمام، فوجدت في الدار بئراً، فرميت نفسي فيها، وأمرت النساء يسترونها بما يخفيها، فدخل الخطيب إلى نسائه، وعرف من قول الحجام، وفوق إليهن ساهم الملام، فحلف له بما أرضاه، وقلن حاش لله، فخرج إليه بغيظ شديد وقلب دونه الحديد، وقال يا غلام، دع عنك هذا الكلام، فما عندي من يتهم بكلامك، ولا من ترميه سهامك، فصرح بأعلى صوته وقال: قتلوه وليتني مت قبل موته،

<<  <  ج: ص:  >  >>