للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخصص حتى بالمكان كرامة. . . وأسكن في أعلى البلاد مراقيا

فأنزل حام بالجنوب مجانبا. . . ويافث في أقصى الشمال مواريا

وأنزل سام للفضيلة وحده. . . بأوسط معمور البلاد الأعاليا

وبادر جبريل الخليل لأجله. . . ليحميه إذ أبصر الجمر حاميا

ويخبر في وقت البلاء يقينه. . . فصادف ورد الخلة العذب صافيا

فقال له هل تسألن كفاية. . . فجاوبه حسبي بربي كافيا

فكانت عليه النار برداً كما أتى. . . به وسلاماً وهي نارٌ كما هيا

وجازاه في الإسراء عنها نبينا. . . وألهمها فوق السماوات ساريا

فلما انتهى جبريل عند مقامه. . . بحيث يري نوراً وحجباً عواليا

أشار على المختار أن سر فإنه مقامي فلا اعدوه ما دمت باقيا

فناداه يا جبريل هل لك حاجة. . . إلى الله فأسألها لتعطى الأمانيا

فقال له سله لأبسط رغبة. . . على النار منِّي للعصاة جناحيا

فدُلِّيَ في أفق المهابة رفرف. . . وزج براق العز في النور راقيا

ومن أجله خص الذبيح فداءه. . . وفي ظهره المختار أصبح ثاويا

فداه بذبح عظم الله شأنه. . . لأن كان دهراً في الفراديس راعيا

وثنّي بعبد الله حامل فضله. . . فكان بذاك الفرع للأصل واقيا

لذلك ما قال الرسول منبها. . . أنا ابن ذبيحيها يعد المعاليا

<<  <  ج: ص:  >  >>