كتاب الجمع بين الصحيحين لعبد الحق

كتاب الذكر والدعاء - باب - ج: 4 - ص: 132

كَمَثَلِ الزَّرْع لا تَزَالُ (١) الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاءُ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ (٢) كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ) (٣) (٤). لفظ البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَخَامَةِ (٥) الزَّرْع يَفِيءُ (٦) وَرَقُهُ مِنْ حَيثُ أَتَتْهَا (٧) الرِّيحُ تُكَفُئُهَا، فَإِذَا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلاءِ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللهُ إِذَا شَاءَ). خرجه فِي باب "المشيئة" من كتاب "التوحيد". وله فِي (٨) لفظ آخر: (مِنْ حَيثُ أَتَتْهَا (٧) الرِّيحُ كَفَأَتْهَا (٩) فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلاءِ وَالْفَاجِرُ (١٠) كَالأَرْزَةِ ... ) الحديث سواء.

٤٨٦٠ - (٨) مسلم. عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْع تُفِيئُهَا (١١) الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ (١٢)، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ (١٣) عَلَى أَصْلِهَا لا يُفِيئُهَا شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً) (١٤). وَفِي رِوَايَةٍ: (وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى

---

(١) في (ك): "يزال".
(٢) في حاشية (أ): "المنافق" عن نسخة أخرى.
(٣) "تستحصد" أي: لا تتغير حتَّى تنقلع مرة واحدة كالزرع الَّذي انتهى يبسه.
(٤) مسلم (٤/ ٢١٦٣ رقم ٢٨٠٩)، البخاري (١٣/ ٤٤٦ رقم ٧٤٦٦)، وانظر (٥٦٤٤).
(٥) الخامة: القصبة اللينة من الزرع.
(٦) في (أ) و (ك): "نقي"، والمثبت من "البخاري".
(٧) في (أ): "انتهى"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى: "أتتها".
(٨) قوله: "في" ليس في (أ).
(٩) فِي (أ) و (ك): "كفتها"، والمثبت من "البخاري".
(١٠) في (أ): "الكافر"، وفي الحاشية عن نسخة أخرى: "الفاجر".
(١١) في (ك): "يفيئها".
(١٢) "تهيج": تيبس.
(١٣) "المجذية": هي الثابتة المنتصبة.
(١٤) مسلم (٤/ ٢١٦٣ رقم ٢٨١٠)، البخاري (١٠/ ١٠٣ رقم ٥٦٤٣).