للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابه إعراب القرآن على البحر المحيط لشيخه أبي حيان. . كان الحكم فيها علماء الفيحاء.

لمثل هؤلاء الأعلام كانت توسد وظائف الدين ورتب الوعظ والإرشاد وبهم كانت دمشق آهلة بالفضلاء مفعمة بالأدباء والنبلاء عامرة بالصلحاء والأتقياء تتيه دلالاً وإعجاباً وتفاخر غيرها من البلاد والأمصار بما منحها الله من مزية عالية طالما حسدها عليها سائر البلدان ولكن أبى الله إلا أن يقلب لها ظهر المجن ويبدل صفاءها بالأكدار (وأي صفاء لا يكدره الدهر):

(وبعد) فإني وأيم الحق واجس خيفة على الملأ الصالح من البقية الباقية من شيوخ العلم الذي أمهلنا بهم الدهر وأخاف كما يخاف غيري أن يسلب الله منا هذه النعمة نعمة وجودهم بين ظهرانينا (لا سمح الله) ولو فعل لا نجد من يحل لنا إشكالاً في علم ولا معضلة في فن ونبقى كالقطيع الشارد لا راعي ولا مأوى. . . بل أخاف ما هو أعظم من ذلك بكثير.

فيا أهل العلم الصحيح أفلا تتلافون هذا الخطر المداهم والتيار الجارف فتجتمعون (ويد الله مع الجماعة) وتطالبون الحكومة بأن تضع حداً لمثل هذه الفوضى في وظائف الدين فتميز الجاهل عن العالم وتفرق بين الحق والباطل وذلك بالامتحان الذي هو الحكم الفصل في قضيتنا هذه فإن لبت نداءكم وأنصتت لصداكم قضي الأمر وحل على أيديكم ما استعجم على يد غيركم وخدمتم العلم بل أنفسكم خدمة يسطرها لكم التاريخ إلى الأبد وإن لم تجب طلبكم سقط وزر هذه الضلالة عن عاتقكم وما أراكم فاعلون إن شاء الله تعالى.

(أبو الضيا)

(البقية تأتي)

<<  <  ج: ص:  >  >>