نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
بناء على ما تقدم فقاعدة الديانة الإسلامية هي قوله تعالى:(وقالوا كونوا هوداً ونصارى تهتدوا: قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وغسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون: فأن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون. هذه هي القاعدة التي بني عليها دين الإسلام وهي إن الإسلام ليس بدين جديد ولكنه الدين الذي أرسل الله به كل رسول ثم حرفه المحرفون من بعدهم. وإن الديانة الحقة هي أن يؤمن الإنسان بجميع رسل الله من أولهم إلى آخرهم لا فرق بين من أرسل لأمته ومن ارسل لغيرها، ون من يؤمن بسائر كتب الله إجمالاً مما أوحاه الله إلى رسله بأي لغة كانت وفي أي زمان أوحى.
هذه الديانة فضلاً عن أنها لا تثير في أية أمة من الأمم حب الذات ولا الحقد ستكون في يوم من اليام الديانة العامة اضطراراً لا اختياراً لأنه لماذا يكون الإنسان يهودياً ولا يكون بوذياً؟ ولماذا يكون مسيحيا ولا يكون برهيمياً؟ وبأي مرجح يعتقد الإنسان أن موسى كان رسول من الله إلى بني إسرائيل وقد جاء بكتاب مبين ونور عميم إلى أمته ولا يعتقد مثل هذه العقيدة في بوذا وزرادشت وبراهما ومحمد وكل المرسلين الذي تقدموا هؤلاء وجاؤوا إلى أممهم بكتب هادية إلى الخيرات ونهجوا لهم سبلاً موصلة إلى الكمالات؟ هل يعقل أن الله يرسل موسى إماماًَ ورحمة إلى بضعة أنفس من الآلاف من بني إسرائيل ويترك مئات الملايين من الصينيين واليابانيين وسائر الآسيويين والإفريقييين والأوستراليين وغيرهم بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير، يهيمون في الظلمات ويعمهون في الضلالات بلا مرشد ولا رسول كريم؟ هل يتصور أن الله وهو الخالق العادل المنزه عن المحاباة والمصانعة يوحي حقائق الدين إلى بضعة آلاف من الناس ويترك ربوات الملايين في الظلام البهيم والفساد العميم؟ كلا بل قال الله: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) وقال تعالى: (منهم من قصصنا