ومن هنا رأينا أن تجليتنا هذه النقطة الخطيرة علمياً نظرياً يفيد المسلمين والباحثين في الإسلام أكثر مما لو كتبنا في فضائله سفراً كثيراً.
قلت في تلك المقالة ما ترجمته بتصرف قليل.
لتعذر شخوصي إلى بلاد اليابان للتشرف بالانضمام إلى أعضاء هذا المؤتمر المبجل ولحبي الشديد في معاضدة حضرات أعضائه بصدده رأيت أن ابعث بمقالي هذا إلى حضرة رئيس المؤتمر ليتفضل علي بترجمته إلى اللغة اليابانية وبقرائته على حضرات الأعضاء وجعله موضوعاً من المواضيع التي يتناقش فيها المؤتمر فأقول.
إن هناك أمراً خطيراً يضع الدين الإسلامي في مستوى يعلو به على سائر الأديان ويستلفت غليه الأنظار استلفاتاً خاصاً ويجعله ديناً عاماً يمثل إليه النفوس لا بقوة البرهان ومضاء الحجة وسلامة أصوله من الخلل فقط ولكن بقوة النواميس الاجتماعية القائدة للإنسانية إلى كمالها وتباشير الحركة الفكرية العامة التي تسوقها إلى باحات النور والمدنية.
هذا الأمر الخطير الذي يستلفت الأنظار وينبه الغافلين إلى هذا الدين هو أن الإسلام كما نص عليه القرآن ليس بدين جديد ولكنه الدين الأولي الذي أوحاه الله إلى المرسلين الأولين رحمة للعالمين.
قال تعالى:(شرع لكم من الدين ما أوصى به نوحاً والذي أوحينا غليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أوروثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير).
نص الله كما ترى بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرسل ليؤسس ديناً جديداً في أمة معينة ولكن ليصلح سائر الأديان التي طرأ عليها التحريف بهداية الأمم للدين الأصلي الذي أرسل الله به سائر المرسلين (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا