قبلتنا واحدة. أليست كلمتنا واحدة. فمن أين يدخل الفساد بيننا.
أي أمة الحبيب! قد هداكم خالقكم وبارئكم إلى أن بينكم وشيجة رحمين رحم البشرية ورحم الإيمان. قال كتابكم الحكيم. يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم.
هذا رحمكم الإنساني وقال تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم إنما المؤمنين اخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. هذا رحمكم الإيماني فاتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيباً.
أي أمة أبي القاسم: أي خلف ذلك السلف الطاهر. أي نابتة أولئك الرجال. أي ناشئة أولئك الأبطال. ما هذا التهامل ما هذا الاستخفاف بدينكم؟
ما هذا الزهد في حريمكم وذراريكم ووطنكم. ما هذا التهاون بالأخطار المتراكمة عليكم. أين استعداد أسلافكم. أين تيقظهم. أين حذرهم. أين خروجهم من كل أموالهم للجهاد في سبيل الله. أين تقديم أفلاذ أكبادهم وتضحيتهم أرواحهم للدفاع عن حوزتهم وحوزة الله وإعلاء كلمة الله في ملك الله.
فكأنكم ماسمعتم قول الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.
فكأنكم ماثلي عليكم قول الله تعالى: خذوا حذركم! فكأنكم ما أمركم كتابكم بقوله تعالى: وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة أي تبرك الإنفاق من أموالكم.
أي أمة الإسلام! هذا انتخاذل وهذا الإهمال والتهاون هو دائكم الوحيد وسببه الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت. فما هو الدواء يا ترى؟ الدواء الوحيد والترياق الناجع من دائكم الدفين هو اتحادكم واستعدادكم.
ترياقكم الوحيد تعارفكم. ترياقكم الوحيد تكاتفكم وتعاضدكم ترياقكم الوحيد أن يأخذ كل واحد منكم جماعات ووحدانا بساعد الآخر حتى تكون واحد كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها.
دوائكم الناجع. أن تكونوا أمة واحدة كالبنيان المرصوص أن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.