كل هذه المسائل الخطيرة سببها هذا الحجاب الشفاف الذي يشبه كما قالت جريدة لابورص اللثام الذي يضعه الآن الأوربيات المغاليات في حب الظهور بأقصى شكل من الجمال.
ما الذي يمنع أن يكون الحجاب في نظر باحثنا الشرقي علة كل هذه الأرزاء وهو لم من علة سواء.
لا شك عندنا في أن هذا النظر المعوج من بعض الكتاب وهذه الخفة المتناهية في تقدير المسائل الاجتماعية سيكون لها نتائج وخيمة جداً على مجموعنا الإسلامي إن لم يسرع أهل الذكر بالوقوف أمام تيارها وإن هذه المسائل الخطيرة ما دامت متروكة لأقلام السطحيين من الكتاب فلا ينتظر منها إلا أسوأ العواقب على العفاف والأعراض.
وإني أعرف أن كثر الذين يلجون هذا الباب هم من الشبان الذين ليس لهم زوجات وإن ليس المقصود بهذه الحركة الشؤمى خلع النساء للحجاب فقط بل المقصود منها أمر وراء ذلك وهو تسهيل سبيل مخالطة النساء للرجال ولاندري ماالذي رآه غيرنا من الخير من وراء هذه المخالطة حتى نخف لتقليدهم فيها بدون نقد ولاتدبر ولا استبصار.
يقولون أن الحجاب يصد المرأة عن التعلم وهو ادعاء يكذبه العيان فإن المرأة لاتتنقب إلا في الطرقات وليست الطرقات بمجامع للعلماء ولكنها مضطرب الفساق ومزدحم الغوغاء.
وهذه مدارس البنات يوجد فيها كثير من المحجبات يذهبن إلى المدرسة بالنقاب فإذا وصلن إليها خلعته وتلقين دروسهن سافرات فإذا أتممن النهار رجعن إلى دورهن محتجبات فهل في هذا من زاب للعلم أو فيه للجهل أقل سبب من الأسباب.
يقولون أن الحجاب يفسد الأخلاق وهو ادعاء أدخل في الخطأ مما سبقه فإن الحجاب إن لم يمنع الفساد بتاتاً فهو من أكبر موانعه لمن ينظر للأمور بعقل وإنصاف.
هل يجهل المعادون للحجاب أن أكبر الفساد لايتأتى إلا من اختلاط البيان وماعلينا أن يرضى المتعنتون من خفاف الأقلام.
يقولون الحجاب يسبب كثرة الطلاق لعدم تمكن الخاطب من رؤية خطيبته بسببه وهو قول من لم يبحث عن حقيقة الأسباب ولو كلف هؤلاء الباحثون أنفسهم لوجدوا أن تسعمائة وتسعة وتسعين حالة من أحوال الطلاق سببها الشقاق العائلي الذي يسببه في أكثر الأحوال الرجال بسوء سيرتهم نحو نسائهم ولتطلعهم إلى سواهن ممن قابلوهن في الأسواق ولانظن