قسم بك أمين رحمه الله أنه يجب علينا أن نكشف نساءنا واو أدى ذلك إلى دخولهن في جميع الأدوار التي دخلت فيها المرأة الأوربية يريد بذلك ولو أصبح الحال في العالم الإسلامي كما هو في العالم الأوربي من شيوع الزنا ورواج سوق الفسق والغرام وانتشار العزوبة إلى الحد الذي بلغت إليه أوروبا وهو كلام لا نفهمه وليس هو من الحكمة في شيء فقد كان يصح ما يقول إذا كانت المرأة الأوربية خرجت من كل هذه الأدوار راقية شريفة. أما هي لا تزال تتخبط في تلك الأدوار ويجأر فلاسفة بلادها إلى الله من فداحة مصابها ومصاب الرجال. ويعتبرون ذلك علة أصلية لتلاشي مدينتهم وتقوض دولتهم فلا يصح في عقل عاقل أن ينصح ناصح قومه بأن يدفعوا نساءهم في هذا السبيل المحفوف بالمكارم الذي هو إلى الشر أقرب منه إلى الخير.
فأما أن نصبر على ما نحن عليه حتى يتبين لنا ما وراء كل هذه المقاذر التي تخوضها المرأة الغربية وأما أن نعمل عقولنا فندرك أن أحسن السبل هو أن نقوي في مجتمعاتنا مبدأ عدم الاختلاط حتى لا نقع فيما وقع فيه سوانا من الإرزاء.
مساكين الكتاب السطحيون ينظرون إلى السراب فيحسبونه ماء فيملأون الدنيا صباحاً بالدعوة إلى وروده ولو تبعهم الناس لما تأدوا إلى شيء بل لتأدوا إلى اخلاط يضل في الحجى ويتوه فيها الصواب ولا يكون من ورائها إلا الهلاك.
يقولون بالاختلاط يتمكن الخاطب من رؤية خطيبته ومعاشرتها ليعجم عودها ويخبر خيمها فما أعجب هذه الآراء وما أبعدها عن التعقل.
إن نتيجة هذه المعاشرة في أوروبا قد سببت من المفاسد الاجتماعية ما لو أردنا إحصاء بعضه للزمن كتاب خاص.
منها خدع الفساق من الرجال للنساء فترى أحدهم يتصدى لشابة فيوهمها أنه يريد أن يتزوج بها ويظهر لها من اللطف والحب ما يجلب لها فإذا آنس أنه تمكن من قلبها عاشرها معاشرة الزوج لزوجته فتلد منه ولدا واثنين وثلاثة ثم يهجرها بأولادها هجر غير جميل فلا تجد المرأة المسكينة بعد هذه النكبة وسيلة أسهل من الانتحار فأما أن تقتل أولادها بيدها أو تدعهم لملاجئ الأيتام وترسل بنفسها إلى عالم الأرواح انظر إلى ما تقوله الإحصاءات.
جاء في المجلد الحادي عشر من مجلة المجلات الفرنسية نقلا عن الإحصاءات الرسمية أنه