وقد ابتدأ علماء العمران يشعرون بوخامة عاقبة هذا الأمر المنافي للسنن الطبيعية فإن هذه النسوة بمزاحمتهن للرجال صار بعضهن عالة على الهيئة الاجتماعية لا يجدن ما يشتغلن به ولو دام الحال على هذا المنوال لنشأ عنه خلل اجتماعي عظيم انتهى.
وقالت مجلة المجلات الفرنسية في المجلد الثامن عشر في فصل على المرأة:
إن الزواج الذي كان آباؤنا يعتبرونه ضرورياً يظهر أنه قد صدم صدمة شديدة في كل جهة فإن الرقي العقلي الذي قالته المرأة وامتداد حقوقها يوما بعد يوم وغرامها الشديد بمساواة الرجل في حقوقه وافراطاته كل ذلك يهدد مدركاتنا التي ورثناها على الزواج. ثم قالت: إن رفض الناس للزواج ومحبتهم للطلاق وهما الأمران اللذان ينتشران يوماً فيوماً في أمريكا وفي كل الممالك الأوربية ثم كل هذه الاعتصابات النسائية تشعر بمرض يجب أن يتنبه له المتشرعون. انتهى
ماذا يقول أضداد الحجاب بعد هذا البيان. ومتى يشعرون بأن الكلام في المسائل الاجتماعية لا يصح أن يكون بغير عرق راسخ في النظر وبلا هدى من أحوال البشر.
نسبوا للحجاب إضراب الفتيان عن الزواج في مصر وهذا الإضراب في الحقيقة عرض من أعراض هذه المدينة الأوربية فعزوا المعلولات لغير عللها الحقيقة واستهتروا في ذلك استهتار افعقدوا معه أدب الكاتب وأدب الاجتماع معاً. حتى أضروا بمبدئهم من حيث يريدون تأييده وإذاعته.
إن هؤلاء أغرقوا فيما هم فيه حتى عزوا لتكشف النساء كل آثار التعليم والتربية والآداب الصحيحة وغاب عنهم أن فلاحات مصر وبدويات الصحارى وزنجيات إفريقيا منكشفات وهن مع ذلك محرومات من كل ثمرات الحياة الصالحة وراسفات في أثقل قيود الأسرة والعبودية لرجالهن فلماذا لم يؤثر تكشفهن على حالتهن الاجتماعية فنخفف من وطأة النوازل عليهن؟
إن الاختلاط بين النساء والرجال إذا كان له أثر على حالة النساء فلا يكون إلا في تدنيس قلوبهن وإفساد فطرهن وتسهيل سبيل الفسق والفجور على الأرذال من الرجال ومنهن يقول