وشعارها الخوف، ودثارها السيف. إلخ ما قال وقال بعثه والناس ضلال في حيرة. وخابطون في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستزلتهم الكبرياء واستخفتهم الجاهلية الجهلاء حيارى في زلزال من الأمر وبلأ من الجهل فبالغ صلى الله عليه وسلم في النصيحة ومضى على الطريق ودعا إلى الحكمة.
هذا وقد اتفق جميع العقلاء على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم على أن شكر المنعم واجب وقد علمت أنه صلى الله عليه وسلم هو الواسطة العظمى في إنقاذنا من ظلمات الكفر والجاهلية وعبادة الأوثان، إلى نور الحق والإيمان، وجعلنا خير أمة وشهداء على الناس وغير ذلك من ضروب الإكرام أفلا يجب علينا تعظيم هذا النبي الكريم لنكون قائمين بواجب شكره ومن تعظيمة أن نحتفل بيوم مولده صلى الله عليه وسلم على صفة مشروعة فنظهر فيه معالم السرور والابتهاج والاحتفاء. وهو أحق بذلك من جميع الأيام لأنه يوم ظهور نبي الرحمة. وبعقد المحافل لقراءة ما صح من سيرة مولده صلى الله عليه وسلم. ونجعله يوماً مصروفاً لعمل البر بأنواعه من العبادة والصدقة على المعوزين، وصلة الأرحام، وإصلاح ذات البين.
وشكر الله سبحانه على أن جعلنامن أتباع هذا النبي الكريم ذي القدر العظيم.
وأول من قام بهذا الواجب الملك المظهر صاحب أربل نقل عنه أنه كان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار. وذكر ابن حجر في مولده الكبير أنه في سنة ٧٨٥ احتفل الظهر برقوق سلطان مصر بالمولد بقلعة مصر وأنفق على إطعام الطعام والإحسان لفقراء والقراء والمداح ما يبلغ عشرة آلاف مثقال من الذهب. وأن ابن دحية صنف له كتابا في المولد سماه التنوير بمولد البشير النذير فأجازه بألف دينار.
وقد نقل عن الحافظ بن حجر أنه قال وقد سئل عن مشروعية المولد وظهر لي تخريجة على اصل ثابت وهو ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً قال فيستفاد منه فعل الشكر على ما من به تعالى في فعل معين وأي نعمة أعظم من بروز نبي الرحمة وقد اعتاد الناس عند قراءة قصة المولد الشريف أن يقوموا عند ذكر وضعه صلى الله عليه وسلم احتراماً لمقامه. وتعظيماً لقدره، ولو أمكن