للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا نرى دواءً أنجع لداء تقلب الأهلين من تعاضد أرباب المدارس واتفاقهم، وإزالة البغضاء من صدورهم، فيجمعون أمرهم على ما يعود بالنفع لهذه الناشئة وأول ذلك توحيد يورغراماتهم (فهرس الدروس) واعتماد كتب مخصوصة يكون العمل عليها تدرس في سائر المدارس لا تبدل بعد اتفاق أكثرهم عليها ولا تغير ولو وجد ما هو خير من بعضها وأقرب منه تناولاً فلؤجل إلى انتهاء العالم ليعرض على رؤساء المدارس ويكون العمل عليه في السنة التالية وبذلك نأمن مفاسد كبيرة ونوفر للطالب جزأ من عمره كان من قبل فريسة التنافر وعدم الائتلاف.

والثاني اتفاقهم جميعاً على زيادة راتب الأولاد زيادة وسطاً وجعلها في السنة قسطاً أو قسطين تدفع سلفاً لمدير المدرسة وتعيين مادة مخصوصة يرحم بها الفقير والمسكين وبذلك تحصل الفائدة التامة إذ أن زيادة الماديات أكبر مقو للمعنويات، والفوائد لا تقوم إلا بقيام العوائد زيادة هذه الرواتب مما ينشط معلمي المدارس ويزيد في رغبتهم بالتعليم والإفادة وجعل الأجرة في السنة قسطاً أو قسطين هو الحافظ الوحيد لمستقبل الأولاد إذ به يجبر التلميذ على المداومة ريثما تنقضي المدة التي دفع راتبها وبالمداومة يجد حلاوة المدرسة ويذوق لذة العلم والتعلم وتعيين مادة مخصوصة لرحمة الفقير لا يختلف بفائدتها اثنان بل هي أعظم ما يسعى إليه المصلحون وفي رأينا أن استعمال وهذا الدواء مما يقدم المدارس ويعود عليها بالغصلاح التام وليس هو بالأمر الصعب على رؤسائها فهم القدوة في محاسن الصفات ولا صفة تعلو صفة الاتحاد والاتفاق على ما يرقي هذا النشئ الكريم. فإن قال قائل لاشك أن ما ذكرتموه هو الدواء النافع ومدارسنا إليه في أشد الاحتياج ولكن نظن أنه لا يفيد رؤساء المدارس لما نعلمه بينهم من التنافر اذلي يستحيل معه مطلق اتفاق قلنا له ما علمته من رؤساء المدارس غير ما علمناه وعلمه غيرنا منهم فقد عرفوا عندنا بلين العريكة، وقبول النصيحة، وتهذيب الأخلاق، فلا يحتاجون إلا إلى التذكير [والذكرى تنفع المؤمنين].