(٦) ما ذكره ص ٥٣ وص٧٨ من أن سيدنا عثمان وسيدنا عليا رضي الله عنهما كانا بعيدين عن الحزم.
و (٧) ما تهور فيه ص ٥٩ من إطلاقه كلمة ح (محبو الفتنة) على بعض من وجد في جيش وقعة الجمل.
و (٨) ما انفرد به ص ٨٤ من إطلاقه لفظ اشتراكي على سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وقد عجبنا من المؤلف بعد درسه تاريخ الإسلام واطلاعه على ما ورد في فضل عثمان وعلى وسائر الصحابة رضوان الله عليهم وما ورد من الوعيد فيمن يقدح في أحد منهم كيف تجاسر أن يحكم على أحد منهم بأنه بعيد عن الجزم أو محب للفتنة وكيف التبس عليه مبدأ الزهد الذي كان عليه سيدنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه بما يسمونه اليوم (مبدأ الاشتراكية) وهي ألفاظ لا تليق أن تطلق على أحد من خاصة المسلمين فضلاً عن الصحابة الكرام رجال الدين ومصابيح الهدى سبحانك هذا بهتان عظيم وكيف يرمى بشيء من هذا فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً من بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه حديث صحيح رواه الترمذي عن عبد الله بن مغفل وقال صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا حديث رجاله رجال الصحيح إلا واحداً اختلف فيه وقد وثقه ابن حيان وغيره كما ذكره العلامة ابن حجر الهيتمي ص ٦ من هامش الصواعق المحرقة وقال صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) أخرجه البيهقي وأبو الحسن رزين بن معاوية العبدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
هذا وقد ذكرت مجلة المقتبس في انتقاد الكتاب المذكور وجرها آخر جديرة بالنظر ونحن نتمنى لمؤلفه حفظه الله أن يتثبت في النقل لينال تأليفه من الإقبال ما يستحق ونرجوه أن لا يضن علينا بحكمه وأن لا يعتب علينا في بيان الحق فالمؤمن مرآة أخيه. ونسأل الله أن يوفقنا وإياه لخدمة الأمة الإسلامية بكل ما يمكننا إنه ولي التوفيق.