جاء في مقالة الكاتب بعد نقله أن عائشة بنت طلحة وسكينة وعمرة الجمحية كان يجتمع إليهن الرجال لإنشاد الشعر ما نصه_وكما يقال عن عقائل لوندره وباريس اليوم أن فلانة منهن (صاحبة صالون) يجتمع فيه الفضلاء والعلماء والأدباء للمسامرة والحديث_يصح أن نقول نحن أن أولئك العقائل الثلاث العربيات (عائشة وسكينة وعمرة) كن من ذوات الأندية في صدر الإسلام فهذا كما ترى أيها القارئ صريح بأن غاية ما يحبه المغربي وما يتمناه بل يعده خطوة عظيمة في سبيل ترقي المسلمين هو أن تلقب نساؤنا بما تلقب به تلك النساء الغربيات، وربما تهكم بمن يتباعد من مخالطتهن ويمنع نساؤه من محادثتهن_اقرأ ما كتب أثناء مقالته وبه تعلم الغاية التي يرمي إليها وكيفية ازدرائه بالمتدينين_قال وبلغ الأمر ببعض الصلحاء المتنطعين (كذا) أن كان لا يأذن لنسوة بيته بالخروج أبداً فلزمن البيت وكن لا يعرفن الدواب والأنعام فكان لأستاذ يصف ذلك لهن وقد أرادت إحدى الفلاحات المسيحيات الدخول عليهن فمنعها بداعي أن دخولها لا يجوز شرعاً كما علمهن والدهن أه قلنا أن الكاتب المغربي لم يكن أول مريد لكشف حجاب المرأة المسلمة بل سبقه إلى ذلك شرذمة ممن احتكوا بالغربيين وتغذوا بغذائهم وشربوا من شرابهم وهذه الشرذمة هي الشرذمة التي يصح أن نلقبها بالشرذمة المفتونة شرذمة الطيش والحمق هي الشرذمة التي ابتليت بحب الفرنجة وصارت بحيث ترى الكمال وسائر الفضائل لهم وحدهم. هي الشرذمة التي غرتها زخرفة الغربيين وقوي عليها شيطان مكرهم وخداعهم فحسبت أن قانون الغرب مطابق لقانون الشرق وأن ما هناك من الميول والعادات ينطبق على ما هنا من الأخلاق والآداب هي الشرذمة التي نسيت تاريخ الإسلام والمسلمين فلم تحفظ للمسلمين مزية ولم تعرف لهم فضيلة هي الشرذمة التي يجب على كل ذي دين أن ينبذها نبذ النواة لأنها أضرت بالدين والمتدينين.
حسبك أيتها الفئة المفتونة بحب الأعداء أنا لم نسمع لك قبل أن تعلن فرنسا براءتها من الدين صوتاً. ولم نعرف ذلك ذكراً. وبعد أن احتك الغربيون بالشرقيين ورموا عليهم ويلاتهم وشرور أفكارهم_سبقت جميع الطبقات لإجابة ندائهم وتلبية دعائهم فجعلت وجهتك في كل حال وقبلتك في كل زمان تتلمذت لهم واقتفيت آثارهم وأحييت لهم لغاتهم وحبذت جميع أعمالهم ثم لم تقفي عند هذا الحد من الولوع بهم بل قمت تدعين أبناءنا إلى ذلك