للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتريدين شبابنا عليه من غير استحياء ولا خجل وآخر الأمر ناديت بناتنا وأمهاتنا ليرفعن الحجاب كما رفعوه ويمتن الحياء كما أماتوه وبعبارة ثانية ليدخلن جحر الضب الذي دخلوه_لم يكفك ايها المتفرنجون أنكم أخذتم أولادنا إلى مدارسهم وحببتم إلينا كل أعمالهم حتى جئتم لهذه الدرة المصونة (المرأة المسلمة) ربة العفاف وصاحبة الحياء تقربون إليها البعيد وتعلمونها ما لم تكن تعلم.

هذا وربما لايروق في ذهن الكاتب المغربي ما سنكتبه في رد مزاعمه ويمكن أن يستجمع قواه لمقاومتنا فيما نطلبه منه من الرجوع معنا بمسألة الحجاب إلى الحد الشرعي ولكن مهما يكن لديه من قوة لا تنفعه ولا تفيده ما دام الشرع في غير جانبه. وهل بعد شريعة الله من شيء؟ وفي أملنا أن يسير معنا سير المفكرين المنصفين وأن يعدنا من النصحاء الأمناء.

جملة الشبه التي أوجبته أن يقول بهتك النساء المسلمات أربع لا يصح واحدة بل بعضها يمتنع ذكره بتاتاً كما سنعلمه بعد إن شاء الله تعالى.

الأولى: كون الغرض من الحجاب صيانة كرامة النساء (وصونه الكرامة يتأتى على رأيه مع التكشف) ولذا لم يحدد له الإسلام صورة ولا كيفية وهو على الطريقة المعروفة اليوم في مصر والشام ووو الخ مما أحدثه المسلمون.

ثم قال_وكأني بالقارئ يستشهد على دعواه (الحجاب) على صورته بنقول تاريخية وآثار دينية أما أنا فلا أجادل في تلك النقول والآثار وإنما أعراضها بنقول وآثار أخرى تدل على أن الحجاب المتعارف عليه بيننا اليوم ليس مما شرعه الإسلام على سبيل الحتم وإنما ألزم المسلمون به نساؤهم سداً للذريعة ثم استدل على دعواه بنتف تاريخية فاسدة.

الحجاب المبحوث فيه مجموع شيئين ستر وجه المرأة أمام الرجل الأجنبي وملازمتها البيت إلا لحاجة أما الأول فقد قال تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وقال عامة المفسرين ما مؤداه_معنى يدني عليهن من جلابيبهن يرخينا عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن ويقال إذا زال الثوب عن وجه المرأة ادن ثوبك على وجهك والجلباب ما يستر الكل مثل الملحفة ومن للتبعيض أي ترجي بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع به_وأخرج ابن جرير بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك) الآية أمر الله