نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة. وبسنده أيضاً إلى ابن سيرين قال سألت عبيدة التلمساني عن هذه الآية فرفع ملحفة كانت عليه فتقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر أه.
فهذه الآية الشريفة من كتاب الله تعالى مصرحة على ما يرى القارئ بوجوب الحجاب على النساء_فكيف يجترأ الكاتب المغربي على معارضتها مع أن المعارض يلزمه أن يعارض بأقوى أو بالمثل على الأقل والكاتب المغربي يعارض بجمل من كتب اللهو والأدب كالأغاني والعقد الفريد ونحوهما_ولم ندر متى كانت أمثال هذه الكتب يحتج فيها للأمور الشرعية حتى يصح له أن يعارض بها كلام الله_وتفسير ابن عباس وعبيدة رضي الله عنهم الآية واضح أيضاً ببيان الكيفية المراد من الحجاب وهي ستر وجه المرأة ورأسها بمنديل أو إزار أو نقاب أو ملاءة أو قناع أو غير ذلك من كل ما يحصل به الستر المؤدي إلى توفير حرمة الأعراض وراحة العائلات وطمأنينة النفوس، لا كما زعم الكاتب من أنها غير مراده وإنما المراد قناع بسيط يتلفعن به ويسدلنه على صدروهن_وهذا ما يعتقده الكاتب ولذا حار فيما إذا قام فينا (دعاة) يستبشرون بديننا وجاؤوا إلى مسألة الحجاب قال_فبماذا نأمر أولئك الدعاة أن يكلفوا به الأمم ويلزموا به نساءهم وما هو نوع الحجاب الذي يعلمونه؟ ثم قال هنالك تقوم قيامة الدعاة من سكان الأمصار الإسلامية وتحتدم نار الجدال بينهم لأن دعاة القرى والبوادي يخالفونهم فإن الحجاب عندهم أي كما تقدم للكاتب قناع بسيط يسدل على الصدر وليت شعري من هم الدعاة الذي يحب المغربي أن يأمرهم وهل وصل الدعاة في الجهل إلى حالة يحتاجون إلى أمر المغربي وتقوم قيامتهم وتحتدم نار الجدال بينهم ولا يدرون أن الغاية من الحجاب ستر الوجه بمطلق النقاب_اللهم إن هذا افتراء على علماء دينك وتهكم بهم وتصور سببته الشهوة والهوى وأما الثاني وهو ملازمة المرأة البيت إلا لحاجة فهو الشبهة الثانية للكاتب حيث ادعي أن القرار في البيوت حجاب خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم أي فليس واجباً على غيرهن ولم يأت على ذلك بدليل اللهم لا أن يكون قد عد ما نقله عن بعض كتب الأدب المار ذكرها بعضها دليلاً وبرهاناً_وها نحن نبين أن ذلك ليس مخصوصاً بهن قال الله تعالى: (يا نساء النبي لستن