عليها وأن بعض النساء كن يجتمعن ببعض الرجال لإنشاد الشعر وأن النساء في الدولتين العباسية والأندلسية كن يحادثن الرجال ويجتمعن بهن ويغنين أمامهم ثم قال ما نصه: ناهيك أن علية بنت الخليفة المهدي وحفيدة الخليفة المنصور وأخت الخليفة هارون الرشيد وعمة الخليفة المأمون اخترعت ألحاناً في الغناء بلغت ثلاثة وسبعين طصوتاً وكلها من بديع الصنعة على ما رواه صاحب الأغاني أه.
ومن هذا يرى القارئ أن الكاتب مترقب من رفع الحجاب أن يحادث النساء المسلمات الرجال ويغنين أمامهم. وقد اتهم (علية) بأنها برعت في الغناء وعد ذلك لها تمدناً ورقياً_وفي رأينا أن لا يرد على من يتوقع بنساء المسلمين ذلك بل يجب نبذه وعدم الوثوق به وإعلام الناس بما يتمناه للمسلمين ويرضاه لهم.
ودعواه أن الحجاب يؤدي على سقوط شأن المرأة وضياع حقوقها وغلبة الجهل عليها دعوى باطلة كان بودنا أن لا يتمسك بها لمخالفتها الواقع المشاهد.
قال فريد بك وجدي في مقالة نشرت في الحقائق ص ٢٢٢ يقولون أن الحجاب يصد المرأة عن التعلم وهو ادعاء يكذبه العيان فإن المرأة لا تتنقب إلا في الطرقات وليست الطرقات بمجامع العلماء لكنها مضطرب الفساق ومزدحم الغوغاء.
وهذه مدارس البنات يوجد بها كثير من المحجبات يذهبن إلى المدرسة بالنقاب فإذا وصلن إليها خلعنه وتلقين دروسهن سافرات فإذا أتممن النهار رجعن إلى دورهن متحجبات. فهل في هذا من ذاب للعلم أو فيه للجل أقل سبب من الأسباب.
هذا ما كتبه الاجتماعي الخبير وهو في غاية الجودة فهل يقنع به الكاتب المغربي وتزول به شبهته؟ أو يعده قول رجل جمد على التقليد؟ اللهم إنك تعلم المفاسد التي يسببها كشف الحجاب والمضار التي تنشأ عن الاختلاط وكيف أن ذلك يهدم أساس الأدب والعفة ويميد ركن الشرف والصيانة. ويكون الضربة القاضية على ما بقي لدينا من العادات والأخلاق.
الشبهة الرابعة: اضطرار المرأة مشاركة الرجل في السعي والعمل قال فإن الإسكيمو الزولوب وأهل القرى والبوادي وعمران أمم أوروبا وأمريكا لا يفرطون قط بقوة النساء فيلففونهن بالإزار ويلزمونهن بالقرار ويقولون لهن أنتن ضعاف لدوا وربوا واطبخوا ولستن مكلفات بغير ذلك وإنما يقولون لهن قوموا بوظيفتكن الطبيعية المذكورة واستعملوا