قواكن المختلفة في مساعدتنا وتوفير كل ما به فائدة لهيئة اجتماعنا.
هذا ما يقوله الكاتب عن نساء الزولوب والأسكيمو وأهل القرى والبوادي ويود أن تكون مثلهم النساء المسلمات أما نحن فنقول أهل القرى والبوادي ليسوا مشرعين وعملهم لا يكون حجة على غيرهم وما تواطئوا على فعله ليس له مستند شرعي ونفعه الاجتماعي يقابله ضرر عظيم يشكو منه عقلاء الأوروبيين أنفسهم.
والشرع افسلامي لم يحظر مشاركة المرأة الرجل في السعي إن توفرت مسألة الحجاب لكنه لم يوجب عليها ذلك إيجاباً محتماً والنص الذي أوجبه الله في كتابه والزم به عباده هو أن الرجل مكلف بنفقة المرأة وكسوتها وكل ما تحتاج إليه ولا تكلف المرأة بشيء من ذلك قال تعالى:(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) وهذه هي حالة الوسط المرضية عند العقلاء وتكليف الرجل عدل محض مطابق لشهامته ومروءته وهو مقتضى قوله عز اسمه (الرجال قوامون على النساء) وبهذا كله اتضح أن القروي لا يجوز له إجبار امرأته على السعي معه وأحكام الله تعالى عامة لا تختص بقروي أو مدني ونساء الأسكيمو والزولوب ليسوا لنا قدوة وليس مل ما يحسنه الإفرنجة واجب علينا اتباعه والعمل به على أن تكليف المرأة العمل فضلاً عن كونه مخالفاً للأوامر الإلهية كما تقدم مضيع على المرأة وظائفها البيتية ومانع لها من تربية أولادها وتعهدهم.
كتب كاتب في أمريكا على صديقه تحت عنوان الفتاة الشرقية والفتاة الغربية ما محصله:
لا شيء يستدعي الشفقة مثل حال المرأة في هذه البلاد (أمريكا) فإنها مضطرة للعمل مثل الرجال فبينا تكون الفناة السورية أو المصرية لا تزال في خدرها إذ ترى الفتاة هنا خارجة من بيتها حتى في أيام البرد والزمهرير لتشتغل إما في معمل أو مكتب أو حانوت أو مطعم أو صالون حيث قد تستنكف الفتاة السورية أو المصرية أن تدخل زائرة أو مشترية وقد يكون رئيسها فظ الأخلاق غليظ الطبع فإذا تأخرت ولو بضع دقائق تلقاها بوجه باسر وإذا تكرر ذلك منها طردها أو خصم من أجرتها. وقد يكون من جملة الذين يشتغلون معها رجال أسافل قد أماطوا قناع الحياء وخلعوا ربقة الحشمة فلا تسلم تلك الحسناء من نظراتهم الدنيئة وكلماتهم البذيئة.