أغرب منها وهي أن الزندقة متقولة على هؤلاء المترجمين وقد علمت أن أولهم ثبتت عليه بإقراره والثاني أخذ بالبينة الشرعية والثالث طلب منه أن يعتذر فلم يعتذر.
على رسلك أيها الكاتب فإنك محسوب علينا معاشر الدمشقيين فلا تدع الأغيار ينظرون إلينا نظر الاحتقار والجهل فإن الصحافة عنوان البلاد التي تصدر فيها وما نظنك نحيت هذا المنحى في انتقاد ذاك العصر وتبرئة المتزندقين إلا انتصاراً لابن تيمية لأنه سجن في ذاك العصر ولكن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل فإنك أردت الانتصار له فعددته مع المتزندقين مع أن ابن تيمية مشهود له بالعلم والمعرفة والتقوى وسعة الاطلاع وإن كان ينكر عليه مسائل يؤاخذ بها والعصمة لأنبياء الله.
وكان بودنا لو ينشر صاحب المقتبس ما يهذب أمته ويرقي مداركها ويزيدها تمسكاً بالدين الذي هو مبعث كل فضيلة بدلاً من أن ينشر ما يحمل المسلمين على إساءة الظن بعلمائهم الذين خدموا الدين وأفادوا الأمة بعلومهم وأفكارهم وأولى لكم أيها الكتاب أن تحافظوا على الصحافة فإنها موضوعة لغير ما تكتبون والمقصود منها غير ما تتوهمون فرفقاً بالأمة رفقاً، وسيراً على الخطة المثلى فإن الله من ورائكم محيط.