والسياسة والحمية والرأفة بالإسلام والمحافظة على دينه وناموسه وحريمه وذراريه أنا بسبب ظلم مأمور جاهل أو فسقه أو كفره نحمل المسلمين على شق عصا الطاعة وتعرضها لسفك الدماء وتلف الأرواح والأموات ويتم الصبيان وترميل النساء وهلاك الحرث والنسل وتعريض الدولة للمشاكال وتعريض أنفسكم لالتقام العدو هل ما ارتكبتموه أخف الضررين الواجب ارتكابه شرعاً وعقلاً هل ما ارتكبتموه هو طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المشروط بإجماع الأديان والعقلاء أن لا يكون بطريقة تؤدي إلى ما هو أوخم من الحال الحاضرة إني أكل جواب ذلك لدينكم وأمانتكم وحكمتكم وإلى العالم الإسلامي المعرض للاضمحلال بأمثال هذه الحركات بين أخوانه.
أخواننا الأعزاء في دين الله أتوسل عليكم بالله وبرسول الله وبدين الله وبكتاب الله وبوجدانكم الطاهر أن تتيقظوا وتفيقوا من غفلتكم ولا تطعنوا قلوبكم وقلوب أخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأيديكم.
أخواننا إن دولتنا العلية وأمتنا العثمانية هي البقية الباقية من الإسلام وهي بمثابة القلب منه وكل أخوانكم المغلوبين على أمرهم للعدو ينظرون إليهم ويعلقون كل آمالهم عليهم وأن العدو ما أخر الإجهاز النهائي على دينهم وإدماجهم في اسفل طبقة منه إلا خوفاً واحتراماً لكم معاشر العثمانيين وها هو كلما رأى ضعفاً فيكم واشتغالاً بداخلكم اتخذ ذلك فرصة وأسرع في القضاء على أخوانكم تعساء الحظ من جهة وبادر إلى نقصكم من أطرافكم وإحكام التدخل في شئونكم من جهة أخرى أخواننا لاتغتروا بكثرة عددكم فلستم بأكثر من الهند ولا تغتروا بمعلوماتكم فلستم بأكثر معلومات من مصر ولا تغتروا ببأسكم وشجاعتكم ووعورة بلادكم وتمسككم بدينكم فلستم بأشد من الجزائر وتونس ومراكش أخواننا إن القسمة النهائية قد تمت وإنكم في حصة أردء خلق الله وأوحش خلق الله وأخبث خلق الله وحوادث الجديدة تنبئكم عمن هو متحفز للوثوب عليكم وإذا تمكن منك لا قدر اللع سيمزق أحشاءكم ويعبث بدينكم ويهتك عرضكم وحريمكم ويحكم حفظكم الله والمسلمون من كل سوء نعم إن كنتم قد بلغتم عن دار الخلافة سواء من حيث الدين أو من حيث السياسة بأخبار مدسوسة أو غاش صاحب أغراض شخصية أو جاهل فعليكم بالتثبت والعمل بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم