وحديث سيد ولد عدنان في مقر الخلافة لا يوجد لها نظير فيما سمعنا ورأينا إن إقامة موسم الحج لولا دار الخلافة ما كان وها هي أوروبا تحاربه حرباً عواناً من جهة بمنع من قضي عليه فوقع تحت نيرها والبدو يعبثون به من جهة ثانية إن كلمة التوحيد مقامة على كل المنارات والمنابر وعلى أعلام الجهاد في سبيل الله إن الجيش مستعد بكل ما في وسعه حسب الشريعة المطهرة فمن بينه الصلحاء والفضلاء وأرباب الغيرة والوجدان الطاهر والقصد ومن بينه أرباب العمائم من الفتيين والأئمة والخطباء والوعاظ إن باب المشيخة مفتوح لكل الحقوق الشرعية ولا يعقد عقداً ولا يحله إلا حسب الشريعة المطهرة وبإشارة باب الفتوى القائمة به رجل من أهل العلم والتقوى والصلابة في الدين الذين لا تأخذهم فيه لومة لائم إن دروس العلم مقامة وأن التكايا عامرة وأن شكل الحكومة على العموم شكل حكومة إسلامية متدينة سالكة مسلك أهل السنة والجماعة وقائمة بواجبات خلافة الإسلام في هذا الزمان بقدر الاستطاعة. نعم يوجد بعض الأفراد الجهلاء الفاسقين أو المارقين يوجد بعض الظلمة المتغلبة عليهم شهواتهم ومطامعهم الشخصية الأمر الذي لا تنجو منه أمة ولا بلدة بل ربما ولا قرية فهل يسوغ لنا شرعاً وعقلاً وحكمة أن نحمل وزرهم للأمة قاطبة المعدودة بالملايين والله جلت قدرته يقول (لا تزر وازرة وزر أخرى) ثم نقول هل منعنا بسبب هذه الأفراد المنحرفة من صلاتنا هل منعنا من جماعتنا وجمعنا هل منعنا من زكاة هل منعنا من صومنا وحجنا وإشهارنا الكلمة جامعتنا هل أفسدت أنكحتنا هل انتهكت مواريثنا هل ألزمنا على الخنا والفسوق وترك الدين منا كلا ثم كلا بل الشعائر محفوظة والقائم بها والمحافظ عليها معزز ومكرم من البر والفاجر ثم نقول هل يعد ما تأخذه الدولة من الضرائب منكم لسد الثغور وبناء الأساطيل وإعداد المعدات وصد الهجمات وتأمين الطرقات وتنظيم الشؤون والذي عن حوزتكم وحوزتها وصون بيضة الإسلام من الآفات ظلماً وهو أمر يقتضيه الشرع والعقل والعمران والأمم المتمدنة تكلفها دولها أضعاف ما تكلفنا به دولتنا وكلهم لا يحركون بذلك حراكاً بل يعطونه عن طيب نفس لعلمهم بواجب وطنهم وملتهم ولمعرفتهم لقيمة محيطهن وبعد نظرهم في عواقب الأمور ثم نقول هل سدت طرق طلب الشريعة ورفع الظلم ولم يبق إلا إشهار السيف والله يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ثم نقول هل أباح لنا الشرع والعقل