إذ طبع مترجماً بالتركية لئلا يكون سبباً لكثرة الخوض في مسألة رفع الحجاب عن النساء منعت الزهاوي من التدريس في المكتب السلطاني البغدادي لما علمت تهوره في الدين الإسلامي، أذاع شيخ الإسلام حفظه الله نشرة أبان فيها حرمة المبارزة بين مسلمين لما بلغه أمر صاحب طنين وخصمه كل ذلك منعته الحكومة عناية بالآداب الإسلامية ومحافظة على العادات الدينية فيقال بعد ذلك أن الحكومة راضية بانتشار الزنا والفواحش وأن قانونها الأساسي أباح كل شيء؟ كلا ثم كلا. . نعم قد يتساهل بعض المأمورين بمنع ما يخل بالأخلاق والآداب الدينية فيظن بعض البسطاء ممن يصغون لأكاذيب المتفرنجين أن هذا التساهل والتغاضي من الحكومة نفسها والحقيقة ما أسلفنا ذكره فعليكم أيها الناس أن تكرروا مطالبة حكوماتكم المحلية المتساهلة لتمنع ما يخالف آدابكم العمومية التي نص القانون على وجوب احترامها. أيها الناس وبالأحرى أيها الدمشقيون إن حادثة الفواحش عندكم استاء منها العقلاء في كل مكان فيجب على أهل العلم والدين والمروءة منكم أن يعيدوا الكرة بمطالبة الحكومة الدمشقية بمنع هذا المنكر من بلدتكم الطاهرة بطريقة قانونية مشروعة خالية من كل ما يخل بالآداب العمومية أيها الدمشقيون لا تتوانوا لا تتوانوا عن مطالبة حكومتكم المحلية بمنع هذا المنكر فإنه علاوة على كونه من الأدواء التي تسري بضروب من العدوى وإفساده الأخلاق وإتلافه للأموال وإحلاله الروابط الزوجية يهتك حرمة الدين الذي كفل القانون الأساسي وحفظه واحترمه بل لم يقبل إلا ببنائه على أساسه واقتباسه من نوره فإن لم تبادر الحكومة المحلية إلى إجابة طلبكم وهذا غير ما نظنه فيها فارفعوا الأمر إلى حكومة العاصمة فهي تلبي طلبكم وما عرف فيه مولانا شيخ الإسلام من الغيرة على الآداب الدينية يؤكد ذلك وإذا كانت الحكومة معنية بتنقية البلدة من الأمراض وتنظيفها من الموبقات فهي مطالبة بالأولى بدفع هذه المحظورات وتطهير البلد من هذه الأرجاس قالت مجلة الهلال وكما تبذل الحكومة الأموال في وقاية رعاياها من الأمراض وتجبرهم غي تلقيح أبنائهم بالجدري وتحملهم قهراً على اتقاء الأوبئة الوافدة فهي مطالبة بوقايتهم من شر هو أشد وطأة من المرض وتنظيف الوطن من تلك الأقذار أولى من تنظيف الشوارع من الغبار ووقاية الشبيبة من مهاوي الفساد وحماية أبدانهم من تلك الأمراض القذرة أولى في اعتبارنا من تطهير منزل حدثت فيه إصابة بالتيفوئيد والدفتريا لأن عدوى هذه الأمراض