للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جند) ذكر هذا المؤلف بحروفه وعلق عليه ما نصه (إن هذا كالصريح في أن للإنسان أن يعتقد ما شاء ما لم يؤد اعتقاده إلى سفك دم أو إفساد) وقال عنه أنه حرية الاعتقاد وعجيب من المؤلف كيف تهجم هذا التهجم على الدين الإسلامي وافترى على عمر هذا الافتراء في حين رضي الله تعالى عنه بعد ما كتب إلى عامله ما كتب أرسل إلى شوذب المذكور يسأله عن مخرجه ولم يزل يكاتبه ويناظر صاحبيه حتى مات رضي الله تعالى عنه ويجمل بنا أن نورد قصة شوذب بتمامها وإن كان فيها بعض الطول لما حوته من الدلائل على أن عمر رضي الله عنه بريء مما نسب إليه وأنه ما كان ليقدم على ما ينهى عنه الشرع وتأباه المصلحة على أن هذه القصة تعد من بديع المناظرات وغرر الكلام الذي يليق بنا أن نحلي به جيد (الحقائق) وبها نختم هذا الانتقاد شاكرين للمؤلف صنيعه معترفين بأن كتابه هذا من آثاره التي يحمد عليها.

ذكر خروج شوذب الخارجي

تحت هذا العنوان قال ابن الأثير في الكامل ما نصه:

في هذه السنة خرج شوذب واسمه بسطام بن يشكر من جوخي وكان في ثمانين رجلاً فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد عامله بالكوفة أن لا يحركهم حتى يسفكوا دماً ويفسدوا في الأرض فإن فعلوا وجه غليه رجلاً صليباً حازماً في جند فبعث عبد الحميد محمد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين وأمره بما كاتب وكتب عمر إلى بسطام يسأله عن مخرجه فقدم كتاب عمر عليه وقد قم عليه محمد بن جرير فقام بإزائه لا يتحرك فكان في كتاب عمر_بلغني أنك خرجت غضباً لله ولرسوله ولست أولى بذلك مني فهلم إلي أناظرك فإن كان الحق بأيدينا دخلت فغيما دخل فيه الناس وإن كان في يدك نظرنا في أمرك فكتب بسطام إلى عمر قد أنصفت وقد بعثت إليك رجلين يدارسانك ويناظرانك وأرسل على عمر مولى لبني شيبان حبشياً اسمه عاصم ورجلاً من بني يشكر فقدما على عمر بخناصرة فدخلا إليه فقال لهما ما أخرجكما هذا المخرج وما الذي تقمتم فقال عاصم ما نقمنا سيرتك إنك تتحرى العدل والإحسان فأخبرنا عن قيامك بهذا الأمر أعن رضا الناس ومشورة أم ابتززتم أمرهم فقال عمر ما سألتهم الولاية عليهم ولا غلبتهم عليها وعهد إلي رجل كان قبلي فقمت ولم ينكره أحد علي ولم يكرهه غيركم وأنتم ترون الرضا بكل عدل وأنصف

<<  <  ج: ص:  >  >>