وتتخلص من حكمهم على زعمها وبذلك تصير سبب الشقاء لأهلها وأمتها ونفسها لكفى. وهنا مجال لأن نسأل من يريد إبقاء محال الزنا إذا كان المرقص موجوداً وأراد حرمه الطاهر (لا سمح الله) أن يدخل في سلكه فماذا يعمل؟.
لو لم يكن من إبطال هذا المحل فائدة إلا حفظ أخلاق الشبان ودينهم وتزوج من كان يكتفي بدخوله إلى هذا المحل المشؤوم لكفى وأما مضاره الناشئة عن وجوده فواضحة جلية لمن له قلب.
مضار وجود المرقص
منها فشو الفحشاء وفساد الأخلاق وشبوع الدياثة والقيادة والسكون إلى اللهو والخلاعة وغير ذلك مما أودى بكثير من الدول كما دلنا التاريخ على ذلك ومنها إضراره بالصحة العامة فإن أكثر المومسات مصابات بالداء الزهري فيأتي من شملته التعاسة ليقضي شهوته وينال اللذة على زعمه الفاسد فيخرج وقد حمل الشقاء إلى بنيه وأهله وأمته وحمل لهم داء عضالاً يثنون منه مدى حياتهم وينتقل في أعقابهم وذرياتهم.
ومنها أن بيوت المرقص هي ملك لبعض الخاطئات جعلنها معاشاً فتراهن يستغوين النساء ويرغبنهن بهذا الأمر الشنيع وحدثنا بعض من له علم بحقيقة الأمر أنمه يعلم كثيراً من المومسات قد التحقن بالمرقص (لأمور طفيفة) مثلاً تطلب المرأة من زوجها حلياً أو مصاغاً أو ثياباًَ ثمينة فيمنعه فقره من القيام بما تطلبه فتذهب إلى المرقص فتجد من هذه المالكات المتجرات بالأعراض وجوهاً باسمة وصدوراً رحبة فيعطينها بيتاً ويلبسنها ثياباً وحلياً ويكتبن بذلك سنداً عليها فتصبح شقية تعيسة تكدح بعرضها لتقوم بما كتب عليها فهل بعد هذا يقال أن المرقص سياج الحرائر والحال أنه سبب فسادهن ثم قال المخبر فهؤلاء المتجرات هن اللواتي يعجزن الحكومة اليوم ويطلبن الرجوع إلى محلهن ويدعين أنهن بائسات فقيرات فيجدر بالحكومة أن تحقق عنهن.
هذه أدلة اجتماعية عمرانية تحكم بها المشاهدة فيجب أن يقنع بها المتفرنجون الذين أعماهم جهلهم عن حسنات الدين وكونه نافعاً للبشر ونراها كافية لمن يريد أن يعتبر أما عمي البصائر فلا يقنعهم شيء.
بقي علينا أن نبين للمتدينين ما يلحقهم من التبعات والآثام إزاء دينهم إذا رضوا بإرجاعهن