للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المومسات صاحب المقتبس نص القرآن الكريم وأحاديث الرسول الفخيم ويلصق الفعل القبيح والعار الصريح بالبلد الطاهر وعصر الخلفاء الزاهر سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

إن محرري الحقائق نخبة من أهلب العلم والفضل ارهفوا أقلامهم وأرووا محابرهم ووقفوا بالمرصاد لكل مبتدع يدعو الناس إلى ما يخالف الله ورسوله وما عليه أئمة المسلمين ومن جملة المفاسد التي قاموا بردها مفاسد المقتبس التي يرتشفها من كؤوس أقلام دعاة الضلال الذين خذوا يطالبون الحكومة بتشييد محلات للزنا أو رد الزواني إلى محالهن (المرقص) فدحضت الحقائق شبهته وردت أقاويله وبينت تحريم الزنا وعقوبات مرتكبيه في عامة الأديان وجميع النواميس البشرية وأثبتت أن الإنكليز وهم من أرقى أمم الأرض لم يفتحوا مواخر للمومسات بجميع ممالكهم فكان جوابه الطعن والقدح شأن قصار الحجة وضعاف الأحلام. إن ال دمشق مضى عليهم خمسة عشر عاماً وهم يراجعون حكومة الأستانة لتطهير دمشق من أولئك العاهرات الفاجرات الزواني الذين أمرنا الله تعالى بإجراء الحدود عليهن وأن لا تأخذنا بهن رأفة إن كنا نؤمن بالله واليوم الآخر حتى صدر ولله الحمد في هذه الأيام الدستور والمشروطية لأمر من حكومة الأستانة بإخراجهن وطردهن أولاً وثانياً وقد صدق على أخراجهن مجلس الأعيان ومجلس المبعوثان وصدرت الإرادة السنية آمرة بذلك أيضاً وفق الله دولة والينا الدستوري الصالح لتنفيذ هذا الأمر فصدع بذلك وطهر تلك المحلة بل جميع دمشق من هذه الخبائث فجزاه الله وكل محب للدين وأحسن الجزاء هذا ولعل قائلاً يقولم هل ما عليه المومسات اليوم من انتشارهن في ضواحي المدينة وتهتكهن جهاراً بين الناس ينطبق على الآداب ويلائم الشرف والغيرة؟

فنقول في الجواب له: إن ما يشاهده الناس اليوم كانوا يشاهدونه من قبل ولم يكن محظوراً على أولئك الشقيات قبل إخراجهن من محالهن التجول في الشوارع بل كن يغازلن أراذل الجهال في الأسواق على مرأى من الناس ومسمع وفي رأينا أن الحكومة التي وفقت لمنع المفسدة الأولى وهي وجود محال لهن يمكنها أن تتدارك بالحكمة المفسدة الثانية وهي انتشارهن في الشوارع وذلك بأن تؤلف في الحارة جمعية من أهل الدين والغيرة تحت نظر الحكومة المحلية لتنظر في أمر الباقيات منهن فتميز ذوي اليسار لتضرب الحكومة على أيديهن لأنهن المادة الفعالة في هذه المفسدة وترسل بهن المرض الزهري إلى المستشفيات

<<  <  ج: ص:  >  >>