وقال في تنزيهه تعالى:
تقدس عن أن يعلم الخلق كنهه ... وأن يدركوا من علمه غير ما أجرى
ولا العرش يدريه ولا هو حله ... ولكن براه مثلما برأ الذرا
عليه استوى كيف استوى ليس عرشه ... بهذا درى فيه خليفته حيرى
وهل قط مصنوع بصانعه درى ... لقد ضل عبد يدعيه ومابرا
وسل إن تشأ عن ناسج من نسيجه ... وعمن بنى قصراً فسل ذلك القصرا
إذا كان كل حارثاً كصنيعه ... ولم يدره فالله أعظم أن يدرى
وللعقل حد لا يجاوزه كما ... لأبصارنا حد ترى بعده حسرى
* * *
وقال في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:
جزى الله عنا خير ما كان جازياً ... أبا القاسم المختار خير الورى طرا
فلولاه لم تبرح عقائد ديننا ... ملوثة شركاً ملطخة كفرا
هدانا به والجاهلية قد طغت ... وقد غمر الأقطار طوفانها غمرا
هدانا به والناس في ليل شركهم ... فاطلع دين الله ما بينهم فجرا
هدانا به والناس ما بين عابد ... لشمس ومن دانوا الكواكب والدهرا
هدانا به والسود كالبيض كلهم ... وحوش نعم والصفر قد اشبهوا الحمرا
هدانا به والعرب ما بين شاعر ... ومن عبد الأصنام أو عبد الشعرى
هدانا به والفرس بالنور وقد غووا ... له نسبوا خيراً وللظلمة الشرا
وكم عبدوا كالهند ناراً تأججت ... وكم عبدوا عجلاً وكم عبدوا ثورا
* * *
ومنها في مدح المجاهدين من المهاجرين والأنصار:
ولما اشترى الرحمن منه ومنهم ... بجنته هاتيكم الأنفس الطهرا
غداً ربحهم أعلى وأغلى تجارة ... فأعظم به ربحاً وأكرم بهم تجرا
فكم جاهدوا في نصرة الدين كافراً ... وخاضوا إليه الحرب والحر والقرا
وما نفروا يوم الوغى من عدوهم ... بل في سبيل الله قد نفروا نفرا