وبروا بغزوا البر في كل وجهة ... وبالحرب خاضوا البحر واستغرقوا العمرا
ربيع خريف صيفهم كشتائهم ... فلم يرهبوا بردا ولم يرهبوا حرا
وكم رمضان جاءهم ما تسحروا ... وقد أطعموا أسمر القنا النحر والسحرا
وصاموا وما صاموا عن الطعن في العدا ... ولكن على أرواحهم جعلوا الفطرا
وأصبح فطر الشرك عيداً لفطرهم ... سعيداً ونحر المشركين غدا نحرا
وقد زهدوا في مالهم وجمالهم ... ما عشقوا بيضا ولا عشقوا صفرا
أحب إليهم لثم سيف مورد ... بحمر الدما من لثم وجنتها الحمرا
سل البيض والسمر العوالي عنهم ... وسل عنهم الحمر المذاكي والشقرا
فكم خفضوا بالكسر رأساً لمشرك ... وكم للعد أجروا كتائبهم جرا
وكم رفعوا رمحاً مهنداً ... وكم نصبوا حرباً وكم فتحوا ثغراً
* * *
ومنها في مدح الآل والأصحاب:
وأصحابه لا يبلغ الناس مدهم ... ولا نصفه لو أنفقوا أحداً تبرا
نجوم هدى من شمسه اقتبسوا الضيا ... وقد نشروا في الناس أنواره نشرا
* * *
وقال في وجوب تأييد العقل للدين:
وكيف بلا عقل يكون تدين ... إذن كلفوا المجنون والطفل والعيرا
أليس مدار الدين عقلاً مكملاً ... ليدرك حكم الله والنفي والأمرا
عبارة فوق العقل سجن مضيق ... لقد حصروهم في مضايقه حصرا
* * *
ومنها في ذكر مخترعات الإفرنجة وكونها حقيرة محدودة:
على يدهم أبدى القدير بفضله ... من الخلق من آثار قدرته قدرا
كقطرة بحر من بحر اقتداره ... إلى الناس أجراها فكانوا لها مجرى
لها افتتنوا كالخمر طاشت عقولهم ... بها وبها زادوا على سكرهم سكرا
على أنها في الكون لا في مكون ... . . وصلت للب بل خصت القشرا