للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنها تخشى أن يفضح أمرها وينكشف سترها ونحن نقول نعم قد يقع ذلك. ولكن خطأ صغيراً نادراً مثل هذا لا يقلل أهمية الحجاب وسيئة مثل هذه لا تمحو حسناته الكبيرة على حين أن المرأة التي يجوز لها الاختلاط بالرجال تكون معرضة كل آن لذلك الخطر الذي يتوهمه أصحابنا فإذا لم يكن للمرأة وازع من ضميرها ورادع من شرفها فلا الحجاب ولا عدمه يمنعانها من ارتكاب المنكر وأني لا عجب من قول القائلين بأن التعليم والتهذيب المدرسي يمنعان المرأة من الميل إلى شهواتها والانغماس في الملاهي والاسترسال للبذخ والسرف وأقول أن هذه سفسطة لا تنطبق مع نواميس الطبيعة البشرية ورقة إحساس المرأة وضعف إرادتها أليست المرأة هي المخلوق الضعيف الذي لا يمكن لجلساته الرفيقة أن تقاوم أقل حادثة من حادثات السكون؟ أليست هي التي تترنح لأقل نغمة من نغمات السرور وتحزن وتتألم لأقل طارق فجائي بل تحي وتسعد بالأمل والرجاء وتذبل وتذوي عند اليأس والقنوط فلا صبر لديها ولا جلد تلك طبيعة المرأة التي فطرت عليها وهذا تركيبها الجسماني وهذه حياتها الاجتماعية فليتق الله أولئك الذين يدعون أنهم أنصار المرأة وهم في الحقيقة أعداؤها الألداء ليتقوا الله في حرمانها من وظائفها التي خلقت لأجلها؛ إلى أن قال الكاتب:

إن رفع الحجاب عن المرأة يدفعها للاختلاط بالرجل ومزاحمتها إياه في وظائفه ويفسد أخلاقها ويعطل جيد آدابها ويطوح بها في مهاوي الفسق والفجور وبالجملة فإنه يحيد بها عن طريق الهدى، ثم قال:

أيها الأنصار هل يليق بكم أن تكلفوا المرأة بوظائف مهمة سامية مثل إدامة النسل وفيها ما فيها من أدوا الحمل والوضع والرضاع تلك الأدوار الهائلة ثم تكلفوها بتربية الأولاد وتسمونها المدرسة الأولى ثم بترتيب البيت وحسن إدارته ثم بخدمة الزوج خدمة حقة ومشاركتها إياه في السراء والضراء من أتعابه وأفراحه المعنوية هل يليق أن تكل بهذه التكاليف ثم ترفعوا عنها حجابها الذي يكفل لها حسن القيام بهذه الوظائف وتقذفوا بها في تيار المصائب الاجتماعية على ضعف جانبها ورقة شعورها؟

أما سمعتم ما قاله ويقوله علماء الغرب وفلاسفته في حق المرأة الغربية فما أحلى ذلك الفيلسوف الإنكليزي الذي قال (ينبغي أن تبقى المرأة امرأة ولا تخرج عن حدودها

<<  <  ج: ص:  >  >>