للبال فهي تمشي محفوفة بالوقار والحياء لا تبختر ولا تبرج في مشيها وهي لا تبدي زينتها للناظرين ولا تسحب ذيلها (الشاحط) أو ترفعه بيدها اليسرى ولتوكأ على الشمسية باليمنى وقناعها ثخين ولا فرق في ذلك بين المسلمة والمسيحية هناك حتى أنك لا تكاد تفرق بين المرأتين إلا باختلاف بعض الأزياء في الملبس.
المرأة هناك جاهلة ومن عجيب ما اتفق لحكومة (جارسنجاق) أنها لما رأت الأرمن هناك يعنون بتهذيب بناتهم وتعليمهن وأن لهم مدرستين للبنات إحداهما راقية جداً قصدت أن تفتح مدرسة لبنات المسلمين وبعد عناء كبير تيسر لها ذلك فكان الساخطون عليها أكثر من الراضين عنها بيد أنهم مالبثوا أن عادوا على الهدى لما شاهدوا بناتهم يتدرجن في مدارج التهذيب وصار لهن حظ من الأدب والتربية والنظافة حتى أن أولئك الآبار الذين نقموا على الحكومة بسبب تلك المدرسة فتحوا بعد ذلك اكتتاباً وجمعوا بعض النقود فاشتروا بها ماكينة للخياطة وأخرى للتطريز.
قلنا أن المرأة في الأناضول جاهلة ولكن ليس سبب جهلها الحجاب كما يتوهمه البعض بل سببه فقدان العلم ووسائطه وهنا نذكر بالمناسبة (والشيء بالشيء يذكر) ما يعن لنا في مسألة الحجاب فنقول ينبغي أن نعلم المرأة ولكن يجب علينا أن نحتفظ بحجابها وإن كان كلامنا هذا لا يروق بعض الشيء الجديد ورجال المستقبل الذين يودون أن نمزق حجاب المرأة بأظفار من حديد فإنه سيروق العقلاء من الأمة. ومن المضحكات أن يذهب بعضهم إلى أن الحجاب يمنع رقي المرأة وأنه إذا امتنع رقيها امتنع رقي الأمة التي تربيها تلك المرأة فنحن نقول أن الحجاب لا يمنع من رقي المرأة بتاتاً لأنه لا يمنع من تعلمها وتهذيبها بل يصون حقوقها ويحفظ مركزها الأدبي في الهيئة الاجتماعية ولا يخرج بها عن حدودها الطبيعية كما خرجت المرأة في الغرب والحجاب هو الضمانة الوحيدة لصيانة المرأة من التبرج والخلاعة والاسترسال في الملاهي ومزاحمة الرجل في معارك الحياة لأن على المرأة وظائف سامية في الهيئة الاجتماعية لا يجوز أن تشتغل بغيرها وهنا يعترض علينا منكرو الحجاب قائلين أن تحت الحجاب خلاعة وتبرجاً يفوقان الوصف وان الحجاب يساعد على ارتكاب المنكر أكثر من غيره فالمرأة المتحجبة تذهب لقضاء شهوتها وتعود من حيث لا يشعر بها أحد وأما إذا كانت مكشوفة الوجه فلا تجسر على الإتيان بهذا المنكر