هرمز فلما سمع بخبر خالد كتب إلى أزدشير ملك الفرس بالخبر وتعجل بأصحابه إلى الحفير فمال خالد بلناس على كاظمة فسبقه هرمز إليها وقرن جيشه بالسلاسل كي لا يفروا وقد خالد فنزل في جيشه وخرج هرمز ودعى خالداً إلى البراز واتفق مع أصحابه أن يغدروا به فبرز خالد ومشى نحوه راجلاً ونزل هرمز أيضاً وتضاربا فاحتضنه خالد وهجم الفرس يريدون أن يغدروا به فلم يشغل ذلك خالداً عن قتله وحمل القعقاع بجيش المسلمين مازال الفرس عن خالد وانهزم المشركون وكانت هذه أول موقعة بين المسلمين والفرس وبعث خالد بالأخماس والفتح على أبي بكر.
وقعة الثنىّ
ولما وصل كتاب هرمز إلى أزدشير بخبر خالد أمده بجيش عظيم يقوده قارن بن قريانس فلقيه المنهزمون في الطريق فاجتمعوا ورجعوا معه ونزلوا بالثنى فسار إليه خالد ولما التقى الجيشان خرج قارن يلب البراز ليدرك ثأر هرمز فبرز إليه فارس من المسلمين فقتله وحمل المسلمون عليهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة تبلغ ثلاثين ألفاً سوى من غرق ومنعت المياه المسلمين من طلبهم ثم أخذ خالد الجزية من الفلاحين وصيرهم ذمة وبعث بالفتح والأخماس إلى أبي بكر.
وقعة الولجة
لما بلغ أزدشير ملك الفرس انهزام جيشه سير إلى المسلمين جيشاً آخر يقوده رجل يقال له الأندر زعز وفي أثره جيش آخر يقوده بهمن جاوذيه فعسكر الجيشان بمكان يقال له الولجة فسار إليهم خالد ووضع لهم كميناً ثم لقيهم فقاتلهم قتالاً شديداً حتى ظن الفريقان أن الصبر قد فرغ واستبطأ خالد كمينه ثم خرج الكمين وانهزمت الأعاجم وأخذ خالد من بين أيديهم والكمين من خلفهم وقتل منهم خلق كثير وفر الأندرزعز منهزماً فمات عطشاً وأصاب خالد أبناء من بكر بن وائل فقتلهم فغضب لهم قومهم من نصارى بكر وكاتبوا أزدشير ليساعدهم على قتال المسلمين فكتب إلى بهمن جاذويه المنهزم أن ينضم بمن معه إليهم فلما جاءته الرسالة قدم أمامه قائداً اسمه جابان وذهب هو إلى أزدشير ليستشيره فوجده مريضاً فبقي عنده.