مترحة ولن يبرحا على ذلك حتى ينمو ذلك الطفل فيصير صبياً فغلاماً فشاباً وعند ذلك يبتدأن في تعليمه ما تلقفاه من آبائهما من أنواع الكفر روى عن النبي عليه الصلاة والسلام حكاية عن رب العزة (كل عبادي خلقت حنفاء فاغتالتهم الشياطين عن دينهم وأمروهم أن يشركوا بي غيري) ذكر الأبوين في الحديث الشريف باعتبار الغالب وقد يكون الموصل لهذا الشقاء غيرهما من شياطين الأنس. الأستاذ. والمعلم. والمربي. وإن لم يكونوا آباء يكون لهم التأثير على عقل الصبي أو الشاب وكذلك الصاحب المخالط سيما أن كان هناك ميل قلبي وشغف زائد.
يغدوا هذا الصبي الفطري لمدرسة علمية ليتعلم العلوم النافعة أو لمكان صناعي أو تجاري ليستفيد صنعة أو تجارة أو إلى مرب ليأخذ عنه الأدب والتربية الصحيحة فلا يلبث حتى يخرج تمثال أستاذه أو معلمه أو مربيه وهناك الطامة الكبرى مذلة الأقدام إن كان هذا الأستاذ أو المربي أو المعلم أجنبي أو خريج المدارس الأجانب ولا يأخذ منك الاستغراب أن تقول من أين سرى لنا هذا التفرنج وكيف أتتنا هذه اللوثة الغربية لأن حبك الشيء يعمي ويصم.
هذا الوباء الساري قد عظم في هذه الأزمنة حتى كان لا يخلو منه العالم والصالح فضلاً عن العوام السذج وأنا نرى أن دام هذا الداء وتغضينا عن السعي وراء الدواء كان الأمر أخطر، والخرق أكبر، أولى الناس سعياً بتطهير هذه الجراثيم الفاسدة علماء الدين والأغنياء فالعلماء تبين المفاسد وتجاهر بها في المحافل والمساجد والأغنياء تقبل تلك الأقوال بالامتثال وتمتنع من ادخار أولادها يمثل هذه المد \ ارس خشية أن تتخلق بمثل هذه الأخلاق وتسعى بإنشاء مدارس إسلامية تعلم العلوم النافعة الخلية من شوائب الريب وتخلق بأخلاق أسلافنا العظام وحين إذ نرى التقدم الباهر الذي كان لأبنائنا الأول أعاد الله إلينا هذا المجد وباعد عنا الأغيار آمين.