ممالك إيطاليا تداخل بين الأهالي بالإفساد ووعدهم بالحماية من الظلم وأنهم إذا أطاعوا حماهم من المظالم ولا يتداخل في أمورهم وإنما يستولي على الحصون فقط فكان ما كان وأجرى فيهم الأمر أولاً على نحو ما وعد ثم ابتدأ بالتداخل في أمرهم فامتنع بعض أعيان الأهالي وتحصنوا في (تاجوري) وكانت الحرب بينهم قائمة غير أنهم عملوا بضعفهم عن امتداد المقاومة فأرسلوا وفداً منهم إلى الأستانة مستنجدين بالدولة العثمانية في إنقاذهم ودعوها للاستيلاء على جميع البلاد وكانت أقوى دول الإسلام وقد جمعت رايتها أغلب الممالك الإسلامية ولما وصل الوفد إلى الأستانة تعجب من شكلهم كل من رآهم فأخذوا للقصر السلطاني وكان أحد رجاله عالماً باللغة العربية فكان الواسطة في إبلاغ مطالبهم للدولة فأولته على تلك البلدة وأرسلته معهم مع حامية ضعيفة لأنهم سهلوا الأمر على الدولة لكن لما وصل ذلك الوالي وعلم حقيقة الأمر راسل بتفصيل الأخبار إلى الدولة وكان إذ ذاك أسطولها الموجه إلى الاستيلاء على تونس على أهبة السفر تحت رئاسة سنان باشا فأمر بالتعريج على طرابلس أولاً فافتكها من أيدي النابلطان وبقيت مستقلة بالإدارة وليس للدولة عليها إلا هدايا وإعانات في وقت الحرب إلى أن عصى يوسف باشا القره منلي وحاربته الدولة في أواسط هذا القرن أي سنة ١٢٥١ هـ واستولت استيلاءً باتاً على المملكة وصارت إدارتها مثل إدارة سائر الولايات العثمانية ومركز الولاية طرابلس ولشهرة هذه المدينة سميت الولاية باسمها وكانت قديماً تسمى برقة وتقسيماتها الإدارية هي كما يأتي:
طرابلس الغرب ويدخل في هذا اللواء قضاء زاوية. غريان عجيلات، ترهوته، أورفلة.
فزان مركزه مرزوق، ويدخل فيه قضاء سوكنة. شاملي، غان.
جبل غربيه مركزه غدامس. ويدخل فيه قضاء فساطو نالوت، حوض، بفرين.
حمس ويدخل فيه قضاء مصراطة، ظلتين. مسلاطة، سرت.
بنغازي ويدخل فيه قضاء درنة، برقه، أوجله. جالوت.
ويبلغ طول سواحل هذه البلاد ١٦٠٠ كيلو متر وهي شواطئ نظيفة الداخلية ذات رمال متحركة، وتلال وجبال. وأهم جبالها جبل أطلس فهو يمتد من الشرق إلى الغرب موازياً البحر المتوسط والجبال السوداء الكائنة في صحاري فزان. وأنهار هذه البلاد قليلة ولذا صار ريها بمياه الأمطار المحزونة بمخازن واسعة نعم الأنحاء الشمالية الغربية من بلاد