يسلبوها كل حق ومنفعة فما أحراها والحالة هذه أن تهب من سباتها وتبتصر في أمرها فتجمع كلمتها وتوحد غايتها وتعد لأعدائها فوق ما أعدوه لها وتجاهد فيهم مثل جهادهم فيها وبذلك تحفظ كيانها وتصون شرفها وأخلاقها وتسترجع مجد أسلافها وما حصلوا عليه من العز والمهابة هذا ما نذكر به أولي الأمر ومن بيدهم الحل والعقد إذ هم الأمة بهم تذل وتعز وبهم تشقى وتسعد هذا وليعملوا أن كل فرد من العثمانيين رهن إشارتهم ماعدلوا. وطوع أمرهم ما استقاموا وأهون شيء عليه أن يبذل نفسه وماله في سبيل تأييد هذا الوطن وإعزازه.
دعوة إلى الإعانة
من خطبة للعلامة الفاضل صاحب الإمضاء
أيها المؤمنون سارعوا إلى فعل الخير قبل أن ينزل بكم المنون (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) اعلموا إخواني أن ارتفاع شأن الملة الحنفية بارتفاع شأن الخلافة العثمانية وذلك بإعداد المعدات البحرية والبرية وتجنيد الجيوش واتخاذ الأساطيل المدرعة السليمة القوية وحفظ الثغور والقلاع بجيوش تردون بها غارات من يرومونكم قال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) إخواني رحمكم الله وهداكم هذه الأعداء أحاطت بنا إحاطة السوار بالمعصم وأخذوا من بلادنا المعظم فيجب علينا أن نتوسل بكل الذراع لنحفظ كياننا وأموالنا ونساءنا وناموسنا وعرضنا وبلادنا ولا أظنكم ترضون بالدمار وخراب الديار وانتساف الآثار وتلبسون ثوب الذل والعار فلهذا تنبهت الأفكار وقامت الملة على قدم وساق لتدفع هذا الأمر المدلهم الذي هو حميم وغساق وأسسوا جمعيات خيرية وصناديق للإعانة البحرية وبرز الموحدون إلى ميدان السباق ولم يبخلوا بالبذل والإنفاق فلو نظرتم إلى أقدام أهالي مركز الخلافة والأناطول والروم إيلي وسائر البلاد العثمانية لاستصغرتم أنفسكم عندهم في بذل الإعانة فمنهم من تعهد بشراء سفينة مدرعة ومنهم من بذل جل ما معه وملئوا الصناديق وذلك المهم أن هذا المال لا يضيع منه درهم بل يصرف في سبيل الله لكشف