للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاشك أن الولد الذي يتربى بمثل هذه التربية يكون بلية على نفسه وعلى الأمة فعلى الآباء أن يجتنبوا هذا الخطر ويصونوا أبنائهم عن الضرر ويحسنوا إليهم بالتربية على ما يرضى الله تعالى إن الله يحب المحسنين. وليعلموا أن الشريعة الإسلاميّة قد جاءَت بأفضل الآداب وأكمل الأخلاق على الإطلاق فآدابها هي الآداب الحقيقية وتهذيبها هو التهذيب الصحيح لمن أراد سعادة الدارين.

وبالجملة فإنَّ الاعتبار هو الاتعاظ أمرنا الله به في قوله تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار) لنجتنب ما نهى عنه ونبتعد عن المعاصي. والمعنى فاتعظوا بما جرى على بني النضير من الأمور الهائلة فلا تغدروا ولا تعتمدوا على غير الله عز وجل فهو أمر بالطاعة والتمثيل ليس بطاعة فكيف يكون فرضاً جاء به القرآن وأما تفسير الاعتبار به فهم باطل ومخالف لمذاهب الصحابة الكرام الذين شاهدوا التنزيل والوحي فمن اتبع هواه في تفسير الكتاب العزيز وعدل عن تفسيرهم كان مخطئاً بل مبتدعاً لأنهم كانوا أعلم الناس بتفسير القرآن ومعانيه كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل.

محل الختم

مصطفى نجا

الجواب الرابع للعالم العلامة التقي الورع صاحب الإمضاء

الحمد لله العليم الوهاب، الموفق لأتباع الحق وطريق الصواب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وعلى الآل والعترة والأصحاب. أما بعد فقد سئلت عن حكم الرواية المشتملة على الأوصاف المبينة في السؤال المدرج في مجلة (الحقائق) في العدد الثاني من السنة الثانية فأقول في الجواب على مقتضى نص السؤال لأني لم أحضر تلك الرواية أن تلك الرواية مشتملة على مفاسد حرمتها ظاهرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (١).

الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأَ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام وهذا الحديث الشريف كاف في الجواب كيف لا وهو أحد الأحاديث الأربعة التي عليها مدار الإسلام ومع ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>