للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعيى زوالك عن محل نلته ... لاتخرج الأقمار من هالاتها

ذكر الأنام لنا فكان قصيدة ... أنت البديع الفرد من أبياتها

وقوله:

أرى كل ذي ملك إليك مصيره ... كأنك بحر والملوك جداول

إذا أمطرت منهم ومنك سحابة ... فوابلهم طل وطلك وابل

وقوله:

فجائت به إنسان عين زمانه ... وخلت بياضاً خلفها ومأقيا

قال الثعالبي وهذا أحسن ما يمدح به ملك أسود ولا منتهى لحسنه وشرف معناه وجودة تشبيهه وتمثيله. آه ولو هصرت خصور الغزل من غضون أساليبه. وأرشفت رضاب النسيب من مبسم أعريبه لبادرت باللوم والتأنيب على من قال تشبيب جميل جميل التشبيب ولعلمت أنه يسبح وحده وكثير عزة من بعض جنده وإليك ماسجع به غريد حمائمه وهب على قامات الأفنان لطيف تسآئمه.

سفرت وبرقعها الحياء بصفرة ... سترت محاسنها ولم تك برقعا

وكأنها والدمع يقطر فوقها ... ذهب يسمطي لؤلؤ قد رصعا

كشفت ثلاث زوائب من شعرها ... في ليلة فارت ليالي أربعا

واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معا

وها أنا قد صدءت بمهند الحق امتثالاً لآية (فذكر) فيالك لوقفت موقف الإنصاف ونظرت بعين المتفكر فترى سحب وابله تزرى بسحبان وائل ونسيم شمائله يسحب ذيل الاختيال على الأواخر والأوائل وهذه نغبة طائر من تيار معارفه ولمعة بارق من أنوار طرائفه فكن حول كعبة لطائفه طائفاً واستظل بظل عارفه وارفاً.

أيا من بتفضيل القريض ينازع ... تأمل فبدر الحق للعين ساطع

لأحمد نظم لويشير بطرفه ... إلى الشمس أغضى نورها وهو خاشع

وإن ضاع نشر من ملاب قريضه ... فدع كل طيب فهو لاشك ضائع

سيدري من المغبون منا ومنكم ... إذا اقترفت عما تقول المجامع)

قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>