أضاءت على الدنيا عموماً ولاترى ... بها الظل في نفي الإضاءة عاملا
دع الدر عقداً للعذارى فهذه ... أعز وأسنى إذ تحلي الأفضلا
لها نفثة الألفاظ من سحر بابل ... ولطف معانيها يريك الشمائلا
وأن يخترع خرت أولو اللب سجدا ... وإن يتبع في النظم فاق الأوائلا
ولاتنس أفضال الشريف على الورى ... ومنيجتري أن ينكر البدر كاملا
إذا ما جرى في حلبة الفخر لم يدع ... بكرته سحبان وائل وائلا
فمن رام نيل الدر غاص ببحره ... وخلى ثماداً خلفه وجداولا
معان إذا ماست بإبراد سنها ... تحرت سويداء القلوب منازلا
بقالب ألفاظ ترى كل قالب ... لما قبله حسناً وسبكاً مساجلا
كأن قد خلا مما يعاب وغيره ... له من رديء الشعر ماقد هوى إلى
فرد كل وادٍ من أيادي قريضه ... تر الحسن من تلك المسائل سائلا
فهذا قضائي في الشريف وأحمد ... تراه إذا ما تبتغي الحق فاصلا
فما الصلتاني الذي قد علمتم ... يساميه لما قام بالحكم قائلا
جرير مسود للفرزدق نسبة ... كما أنه يسمو الفرزدق صائلا
وما أنا كالأعشى لدى قام حاكماً ... وكان بهذا الحكم والله جاهلا
لقد قدم المفضول في الناس رتبة ... وآخر من قد كان في الناس فاضلا
دمشق محمد أبو الخير الطباع