للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمراحل. والأزراء على من له في الأدب القدم الراسخ. والحط من رتبه من نار فضله في رأس علم شامخ. وما ذكرت وإن كان بعضه يزري بفرائد الترائب. ولكن لايمس بجانب ابن العميد ولابفضل الصاحب. ولولا ضياع الوقت بما لا يفيد. لا وردت مما نقما عليه جملة ما كنت منها تحيد. لكن أخال أن جواد تسليك جموح القياد. ودون الاستيلاء على عاصمة فكرك خرط القناد. على أني سأفرغ لك أيها الصديق ثانياً. وأخلد على صفحات الدهر من مساويه ذكراً باقياً.

قلت:

لم أكن لأجيبك بعد هذا إلا بالإحكام إلى ركين. فيرى أهل التمييز إذن (أنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) لكن من رفض التحكيم بعد وصوله إلى دائرة الاستئناف قضي عليه بأنه من الخوارج بإجماع ذوي الإنصاف. ولم يكن لنا حكم نركن إليه. ونعول بإبراز حقيقة دعوانا عليه. سوى رئيسنا العلامة النحرير. وأستاذنا النقاد البصير. فيصل أهل العلم وفرقانها وحاتم ذوي الأدب وديانها.

هو التكلامة الحبر الذي شهدت ... بأنه الفرد بدو الخلق والحضرا

حبر به ربحنا بحر لمغترف ... رحب الخلائق غيث يمطر الدررا

تنوير البصائر والأبصار وملتقى أبحر الفضائل وجوهر درها المختار

هو الإمام الذي لولاه ما سطعت ... شمس العلوم ولا بدر العلا ازدهرا

ولا رأيت لسان العرب لاح لنا ... وقد نضا عن محيا فجره الخمرا

فذهبنا إليه، ورضي كلانا بحكمه والتعويل عليه، فقال حفظه الله:

سأقضي قضاءً يشهد العقل أنني ... به لم أكن عن مذهب الحق عادلا

قضاء عليم لايجابي بحكمه ... ولم يخش في كشف الحقيقة عاذلا

هما ما هما في الشعر لكن أحمدا ... له قصبات السبق إن كان صائلا

وإن يهج أو يمدح تجد كل ناظم ... وإن كان ذا عقد من الفضل عاطلا

تفرد بالأمثال والسهل سبكها ... ولكنها تعيي أرسطو الحكيم الحلا حلا

فلو كان في عصر الفلاسفة الأولى ... رأيت ابن سينا خلفه متضائلا

حوت حكماً كالدر لكن ضوءها ... إذا ما بدا شمت الدراري أوافلا

<<  <  ج: ص:  >  >>