فكيف يقول المانع أن فاعل القيام بلا شك حري باللوم والحرمة والفسق وهو شبيه بفعل المجوس الخ فهذا افتراء وتهور عظيم لا يصدر مثله من مسلم فضلاً عن عالم فالمسلم الموحد إذا قام عند ذكر مولده الشريف لا يريد إلاَّ التعظيم والاحترام لمنصب الرسالة الذي بذل الأرواح دونه قليل فرحاً بإيجاد هذا الرسول الذي هو رحمة للعالمين لما فيه من عظم منة الله على خلقه أجمعين كما سن السجود لله تعالى شكراً عند تجدد نعمة وأي نعمة أعظم من نعمة ظهور أشرف الرسل حتى أن عمه أبا لهب لما بشر بولادته صلى الله عليه وسلم أعتق جاريته فرحاً به عليه الصلاة والسلام فجازاه الله بسبب ذلك بأن خفف عنه العذاب في كل ليلة اثنين مع أنه كافر معاند فكيف حال المسلم المحب والمقصود التعظيم بكل ما يفيده ومنه القيام كما هو العرف العام وربما يشعر كلام المانع بأن هذا القيام إذا طلب بطلب للساعة التي برز فيها عليه الصلاة والسلام من بطن أمه إذ هو أعظم نعمة كما تقدم وأما تكرار ذلك كلما قريء المولد فلا فيشبه فعل المجوس الخ فنقول له هذا تحكم بحت لأنه متى كان القصد بالقيام التعظيم فلا يمنع من تكرره وله نظائر في الشرع كثيرة لا كما قال المانع لا نظير له فمنت نظيره وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما ذكر حتى قال كثير من الأئمة لو ذكر في المجلس الواحد ألف مرة يصلى عليه ألف مرة لوجود سببه وهو ذكر اسمه الشريف كما ذكر علماء الأصول من أن الأمر يتكرر بتكرر سببه وكذا تعظيم الأيام الفاضلة والليالي بصومها وإحيائها يتكرر كلما تكررت كذلك هنا لما وجد السبب وهو قراءة سيرته عليه الصلاة والسلام الشريفة والاطلاع على أحواله المنيفة التي هي مناط كل كمال وعلى المؤمن أن يجعلها نصب عينيه في كل حال فحين مايصل القارئ إلى ذكر بروزه صلى الله عليه وسلم من بطن أمه يتذكر هذه النعمة العظمى فيقوم تعظيماً له وشكراً لله تعالى عليها فهل هذا يلام عليه المرء ويقال بأنه شبيه بفعل المجوس الكفرة الذين يحكون ولادة معبودهم وفعل الرافضة الذين يمثلون ما فعل بأهل البيت كل سنة فإن ما يفعله المجوس منكر من أصله يجعلون معبوداً حادثاً متولداً فهو كفر صراح فكلما كرروا ذلك فقد زاودا ضلالاً على ضلال وكذا تمثيل ما فعل بأهل البيت مشتمل على عدة مفاسد محرمات لا تخفى فكيف يشبه هذا المانع حال المسلمين الموحدين الجالسين في محل معظم فيه رائحة طيبة يتلون كتاب الله وينشرون قصة اشرف خلقه بكل آداب مطلوبة ويصلون