للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه كلما ذكر ويقومون لذكر ولادته تعظيماً له وفرحاً بوجوده بحال هؤلاء حتى حمله الغلو فجعله أزيد من فعل المجوس والروافض سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ونظير هذا القيام تعظيماً له عليه الصلاة والسلام الأمر بغض الصوت بحضرته عليه السلام في حياته وعند قراءة حديثه وسيرته بعد وفاته وكذا مناداته باسم يشعر بتعظيمه كيا رسول الله قال تعالى (يا آيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) وقال أيضاً: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) فهل هذا النهي من الله تعالى وتحريم رفع الصوت على صوته الشريف وتحريم ندائه باسمه إلاَّ لمزيد تعظيمه عليه السلام ونظيره أيضاً ماورد في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن حكمة ذلك فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فصامه فنحن نصومه فقال صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه أي شكر الله تعالى فهذا صريح في أن تجديد إظهار الشكر على النعمة السابقة في الوقت الموافق لوقت حدوثها مطلوب بل هو مطلوب في كل وقت تذكر فيه ومن نظيره أيضاً كما يظهر لي عمل الأضحية في أيام النحر المأمور به أمر إيجاب أو ندب لمن قدر عليه إظهاراً للشكر بنجاة الذبيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم في مثل هذا اليوم من ذبح أبيه له بإنزال الفداء وهو كبش من الجنة فاختبر الله خليله بتكليفه ذبح مهجة قلبه ثم فداه بعد ماسعى في رضاه بذبح عظيم بقصد التكريم إيثاراً لبقائه عن إمضاء قضائه إذ جعله أباً للعرب عموماً ولحبيبه الأعظم خصوصاً وإذا كان الحق أمر الخلق باتخاذ هذا اليوم الذي نجى فيه والد نبيه وحبيبه عيداً أكبر وأمرهم فيه بالنحر مشاكلة للفداء الذي وقع منه تعالى لقصد إظهار الشكر وفي كل عام يتكرر فاتخاذ يوم ظهور جسم حبيبه الأعظم رحمة لعموم عامة العالم عيداً أكبر أحق وأجدر فانظر بعين الانصاف إلى محموع هذه النظائر المنصوص عليها المقصود منها تعظيمه عليه الصلاة والسلام أليس هذا القيام مثلها في التعظيم فيكون مأموراً به ليس بدعة منكرة على أنا نجعله فرداً من أفراد التعظيم الذي كلفنا به عموماً فحينئذٍ يدخل تحت الأمر فيكون من باب دلالة النص لا من باب القياس كما

<<  <  ج: ص:  >  >>