التمثيل كان معروفاً عند الرومان ومسارحهم باقية إلى اليوم في بعض البلدان فلماذا لم يدخله إلينا الخلفاء السالفون كالمأمون وإضرابه وقد أدخلوا علومهم من العقليات والرياضيات والفلكيات ألم يكن لأولئك الرجال من التمييز بين الغث والسمين مالشباننا المتفرنجين؟.
ثم إن حضور بعض من تزيا بزي العلماء تلك المسارح لا يكون حجة على إباحة التمثيل ولقد كنا نرى البعض يحضرون مسارح (القباني) ورواياته في دمشق وفيها ما لا يخفى من التهتك ثم لو فرضنا حصول الاعتبار بشهود الرواية الخالية من المنكر إن فرض خلوها من قبيل فرض المحال فهل يوازي ذلك الاعتبار تضييع صلوة الفجر عند من يصلي من أنصار التمثيل أو يعتقد مشروعية الصلاة. وهؤلاء نأمل من الله أن يكونوا قد اقتنعوا بما كتبه علماء الدين في الحقائق.
أما التاركون للصلاة الجاحدون لها فلا كلام لنا معهم وإنما نبين ما صح عن الشارع صلى الله عليه وسلم فيهم ليكون الناس على بينة في اجتنابهم ولتقوم الحجة على المؤثرين لأتباعهم.
روى البخاري ومسلم في صحيحها وغيرهما من أصحاب السنن عن علي رضي الله عنه أنه قال إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخرُّ من السماء فتخطفني الطير أحب إليَّ من أن أكذب عليه سمعته يقول سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم إلى آخر الحديث وقد أخرجه البخاري في الجزء الرابع من صحيحه في كتاب الفتن فليراجع.؟ وقد تكلم الشراح على هذا الحديث فقال البعض أن علياً رضي الله عنه أراد بهؤلاء الخوارج الذين قاتلهم وأولوا آخر الزمان بآخر زمان الخلفاء الراشدين.
وقال بعض الشراح لا يمتنع تكرر الخروج فكما خرج هؤلاء في آخر زمن خلافة النبوة فيجوز أن يخرج أيضاً في آخر الزمان قوم على تلك الصفة سيما ولفظ الحديث يساعد ذلك لإطلاق آخر الزمان أهـ وعندي أن هؤلاء اليوم هم بعض المتفرنجين النابذين للدين ظهرياً ولأجل تأييد ذلك فلنطابق بين ألفاظ الحديث وبين حالهم قوله صلى الله عليه وسلم (أحداث