مدة لا تقل عن سنتين انتفع به خلق كثير. ثم شرع في توسيع نطاق الإفادة ونفع أهل الوطن فأسس مدرسته الوحيدة المعروفة (بالمدرسة العلمية الوطنية) وسعى في تحسينها وترقيتها فأقبلت الناس على أبوابها، ونمى عدد طلابها حتى ناف على ٤٠٠ ولم يكن عمله هذا ليقطعه عن القراءة والإقراء فكنت ترى صباح مساء عدداً وفيراً من طلبة العلم يفدون داره للقراءة عليه، والأخذ عنه. وكان له عدة تآليف منها رسالة في الانتصار للكمال بن الهمام وأرجوزة في النحو وأخرى في الصرف وديوان كبير ضمنه بديع الشعر ورقيقه ورسالة في انتقاد شرح شعر أبي تمام ومقامة خيالية سبق نشرها في (الحقائق) وكتابات على كثير من كتب العلم والأدب. وما زال هذا دأبه وتلك عادته ينتفع منه صغير القوم وكبيرهم حتى لبى دعاء ربه وأجاب نداء خالقه في شوال سنة ١٣٢٩ فأسف عليه كل من عرف أدبه وأخلاقه. وبكاه الناس وإنما بكوا الأدب والفضل، والغيرة والصلاح والنبل وكثير منهم يردد قول القائل: