للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مليون من نفوسهم، ويكونون يداً واحدة مع من تعارفوا معهم من بقية إخوانهم إذا دعاهم خطب، أو ألمت بهم ملمة.

إن الأمر الأول من هذين ليس ببعيد الحصول على ساسة العثمانيين والمحنكين منهم بعد ما علم العالم أجمع ما صار إليه أمر دولة المغرب الأقصى من الاضمحلال، وما لاقاه ويلاقيه المصريون من وطأة الاحتلال، وما تهدد به الآن دولة إيران من الأخطار مما هو ناشئ عن ضعف هؤلاء الأمم الثلاثة لقلتهم بالنسبة إلى عدوهم فإذا أحسن العثمانيون سياستهم مع من انشق عنهم من الدول والإمارات وبينوا لهم الأخطار التي تهددهم كل آن وكل لحظة.

وأعلموهم أن ليس المراد من ضمهم إلى دولة الخلافة إلا أن يستفيدوا من قوتها وتستفيد من قوتهم وأنهم يريدونهم على أن يكون استقلالهم الإداري لا يشاركهم فيه غيرهم أمكنهم أن يتوصلوا إلى بغيتهم ألا وهي جمعهم على دولة الخلافة، أكبر دولة إسلامية في الأرض.

والأمر الثاني (وهو التعارف مع عموم المسلمين) اقرب منالاً من الأول ولا يحتاج الحصول عليه إلى زائد مشقة فهو يتحقق فيما نرى بعدة أمور منها ما أشارت به بعض الصحف الإسلامية، وطلبت من عموم المسلمين تحقيقه وهو إنشاء جامعة إسلامية كبرى تؤلف من كبار مفكري المسلمين، وخاصة عقلائهم تسعى وراء تعارفهم، وتوثيق عرى الروابط فيما بينهم يراعى في تلك الجامعة كونها في مكة المكرمة (بيت الله الحرام) ويعين لاجتماع أعضائها أشهر الحج من كل عام على أن لا تتداخل بشؤون دول الإسلام وإماراتهم الخاصة ولا تخوض عباب السياسة الأجنبية بل تقتصر على أداء مهمتها وهي النظر في تعارف المسلمين وجمع شتاتهم، وتنظيم شؤونهم ومنها أن يتبادل ملوك الإسلام وأمراؤهم الزيارة فيما بينهم وليبدأ بذلك صغيرهم كبيرهم وليبدأوا جميعاً بزيارة جلالة الخليفة الأكبر وهو أدامه الله يعطف عليهم ويرد إليهم زيارتهم.

ومنها أن ترسل كل دولة وإمارة من دول المسلمين وإماراتهم وفداً من فضلائهم ليتشرفوا بمقابلة أمير المؤمنين ويعرضوا شؤون أممهم على حضرته وذلك يتحتم أن يكون في كل عام لما يحدث لهم من الأمور ويطرأ عليهم من الأخطار.

ومنها أن تنشئ كل دولة من دول الإسلام على نفقتها صحفاً يقوم بتحريرها عدد من الفضلاء تصدر في عواصم تلك الدول بأمهات اللغات الإسلامية تهدى جميعها بلا مقابل

<<  <  ج: ص:  >  >>